Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
6:5لأَِنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ6عَالِمِينَ هَذَا أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الخطيئة كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ لِلْخطيئة.7لأَِنَّ الَّذي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الخطيئة.8فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيْح نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ9عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيْح بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيهِ الْمَوْتُ بَعْدُ.10لأَِنَّ الْمَوْتَ الَّذي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخطيئة مَرَّةً وَاحِدَةً وَالحَيَاة الَّتي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا لِلَّهِ.11كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسَِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الخطيئة وَلَكِنْ أَحْيَاءً لِلَّهِ بِالْمَسِيْح يَسُوعَ رَبِّنَا.


هل أدركت أنَّ يسوع قد تألَّم على الصَّلِيْب ومات حقّاً بسبب خطاياك النَّجسة؟ لقد احتملَ حكمَ الله على ذنبك، وصار لعنةً لأجلك، بقبوله الصَّلب بدلاً منك على خَشَبَة العار، لأنَّك بسبب خطاياك وفساد أخلاقك تستحقُّ العذاب الأبديَّ في الدُّنيا والآخرة.
لكنَّك إن قبلتَ محبَّة يسوع المُخلِّصة، وعمله الخلاصي، بإيمانٍ، فستخجل من خطاياك، وتذرف دموع النَّدم، فلا تُريد بعد أن تعمل شرّاً، ولا أن تُفكِّر بعمل الشَّر، بل ستحتقر ذاتك وتُنكرها وتدينها، وتَقبل أن تُدان، مُعتبراً نفسك ميتاً ممحوّاً، ولا خلاص للأنا الفاسد فيك إلاَّ بموتك عن إنسانك القَدِيْم، لكي يحيا المَسِيْح فيك.
لا يُمكن اتِّباع المَسِيْح بدون إنكار الذَّات. ونجد شهادةً مبدئيَّةً لبُوْلُس يُردِّدُها في رسائله، وهي: "إنَّنا مع المَسِيْح صُلِبنا وقُمنا، لنحيا معه في وئام وانسجام". إنَّ المصلوب، كما نعلم، لا يستطيع أن يتحرَّك كما يشاء، ولكنَّه يتمجَّد ويموت بعاصفة آلامه الشَّديدة.
يشهد بُوْلُس أنَّ هذا الموت قد تمَّ فينا عندما ابتدأنا نؤمن بالمصلوب. ففي تلك اللَّحظة اتَّحَدْنا بموته، واعترفنا أنَّ موته هو موتنا. فقد متنا شرعيّاً، وليست لنا حقوقٌ أو أمانٍ فيما بعد، لأنَّ غضب الله قد أهلكنا نهائيّاً فِيْ المَسِيْحِ.
وكما أنَّ الشَّرِيْعَة المدنيَّة لا تُقدِّم للميت طلبتا الحق، هكذا لا تجد الشَّرِيْعَة فينا حقّاً بعد، ولا تجد التَّجربة نقطة انطلاق في أجسادنا الشِّريرة، لأنَّنا نعتبرها ميتةً.
لكنَّ ثمَّة أُناساً قد ماتوا شبه ميتةٍ، أو نصف ميتةٍ، وما زال فيهم بقيَّةٌ مِن الحَيَاة. فهؤلاء يمشون بَعْدَئِذٍ. لكن تصوَّر ميتاً يقوم ويمشي بجثَّته النَّتنة في شوارع مدينتك! أفلا يبعث هذا على الاشمئزاز؟ ألا يهرب الجميع مِن رائحته الكريهة؟ ليس ثمَّة شيءٌ أقبح وأدعى للاشمئزاز مِن مَسِيْحيٍّ مرتدٍّ إلى خطاياه الماضية، يلبس جسده الفاسد مِن جديد، ويُستعبَد لشهواته الفاسدة. إنَّ الثَّبات في إنكار ذواتنا شرطٌ لإيماننا، فنعتبر أنفسنا، في كلِّ حينٍ، أمواتاً فِيْ المَسِيْحِ.
بَيْدَ أَنَّ إيماننا لا يُبرِّر الأمور السَّلبية فقط، كأن نكتفي بخلع الإنسان القَدِيْم واعتبار أنفسنا مصلوبةً ومُماتةً. كلاَّ، فديننا دينٌ إيجابيٌّ، بل هو دين الحَيَاة، لأنَّ اتِّحادنا بالمَسِيْح في المحبَّة يُشركنا في قيامته وانتصاره وقُوَّته. وكما ترك يسوع قبره صامتاً، واجتاز بجسده الرُّوْحِيّ عبر الصُّخور والجدران، هكذا يلبس المؤمنُ يسوعَ المَسِيْح، عالماً أنَّ حياة ربِّنا الأَبَدِيَّة تجري في كلِّ مَن يلتصق به.
المَسِيْح لا يموت. والموت، هذا العدو الأصيل، لا سلطة له على القُدُّوْس، لأنَّ حَمَل الله الَّذي مات لأجل خطايانا وأوجد لنا فداءً أبديّاً قد غلب الموت. لقد مات المَسِيْح خدمةً لله وللنَّاس، فكم سيبذل نفسه بالحري اليوم عن الله والنَّاس، لأنَّه حيٌّ ويُمجِّد أباه في كلِّ حينٍ، ليولد له أبناء وبنات كثيرون، يُقدِّسون اسمه الأبديَّ بسلوكهم الحسن.
هل أدركت شعار إيماننا؟ لقد أنكرنا أنفسنا كلِّياً عندما اعترفنا بخطايانا، واتَّحدنا بالصَّلِيْب. ولهذا السَّبب غرس يسوع قوَّة حياته فينا، لنقوم روحيّاً، ونعيش لله في بِرٍّ أبديٍّ أبرياء وسُعداء، كما قام هو مِن الموت، ويحيا ويملك إِلَى الأَبَدِ.
لكنَّ ثمَّة فرقاً قاطعاً بيننا وبين المَسِيْح. فهو كان قُدُّوْساً في ذاته منذ الأزل، أمَّا نحن فلم نحصل على القَدَاسَة الحقَّة، إلاَّ بِوَاسِطَة اتِّحادنا الإِيْمَاني به. فالرَّسُوْل لا يدعونا إلى خدمة الله، بل يُرشدنا إلى خدمته (فِيْ المَسِيْحِ). إنَّنا لا نستحق أن نأتي إلى القُدُّوْس مِنْ تِلْقَاءِ أنفسنا. ولكن حينما نغرق في المخلِّص، وتموت أنانيتنا في محبَّته، ونثبُت فيه، تَعمل قوَّته ولطفه وفرحه فينا، كي يَعظُم انتصارنا على ضعفاتنا بالَّذي أحبَّنا. علماً أنَّنا، بالإِيْمَان فقط مع إرادةٍ منكسرة، نشترك في هذا الامتياز. فهل تؤمن أنَّك صُلِبْتَ مع المَسِيْح، ودُفِنْتَ معه، وقُمْتَ بقيامته حقّاً؟

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ المَسِيْح القُدُّوْس، أنت نائبي على الصَّلِيْب، وقد حمَلْت ذنوبي ودينونتي. أشكرك لهذا الخلاص العظيم المُحِبّ. أكمِل فيَّ إنكار الذَّات، وثبِّتْني في المعرفة أنني محكومٌ بالموت، كي أعتبر نفسي ميتاً في موتك حقّاً. أشكرك لأجل آلامك ومقاصدك، وأُعظِّمك لأنَّك غرستَ حياتك فيَّ، لكي أحيا لك وأُمجِّد أباك وأتَّحد بك مؤمناً. أَيُّهَا الرَّبُّ القُدُّوْس، أنت تجعل مِن المجرمين قدِّيسين، ومِن الأولاد غير الشَّرعيِّين والسَّاقطين أبناءً أحبَّاء لك. ما أعظم نعمتك! اقبل سُجودنا وحياتنا.
السُّؤَال
كيف صُلبنا مع المَسِيْح، وقُمنا في حياته؟