Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
خامساً: خلاصُنا ثابتٌ إِلَى الأَبَدِ
(رُوْمِيَة 8: 28- 39)

1- خطَّة خَلاص الله تهتف بمجدنا العَتيد
(رُوْمِيَة 8: 28- 30)
8:28وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعَاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.29لأَِنَّ الَّذينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.


يَشعر كلُّ مَن يعرف الله بأنَّه قادرٌ على كلّ شيءٍ. فلا يحدث شيءٌ في الدُّنيا بدون معرفته ومشيئته. هو ضابط الكُلِّ. لكنَّنا لا نؤمن، كبعض الأَدْيَان، بالقضاء والقدر، لأنَّنا نعرف أنَّ الله العظيم هو أبونا الحنون الَّذي يهتمُّ بنا بلا انقضاء، ولا يضرُّنا ولا يُهملنا ولا يتركنا. فنطلب إليه أن يُقوِّي ثقتنا بمحبَّته، فلا يتزعزع إيماننا في أيّ ضيق أو اضطهاد. ولتثبيت ثقتنا بمَحَبَّة اللهِ لنا، يورد لنا الرَّسُوْل تأكيدات لخلاصنا الشَّخصي، كيلا نشكّ أو نضطرب.
لقد اختارك الله قبل أن تولَد، لأنَّك كُنتَ فكرةً في قلبه. وقد عرفك قبل تأسيس العالم. فهو يعرفك إذاً في صميمك، وفي مزاجك، وفي نيَّاتك. وعلاقتك بالله أعمق ممَّا تظنُّ. فأنت لستَ غريباً عنه، بل أنت قريبٌ ومعروفٌ جيِّداً منه، وهو ينتظرك، كما ينتظر الأب عودة ابنه الضَّال؛ ويشتاق إليك أكثر ممَّا تشتاق أنت إليه.
لقد عرفك الله الأزليُّ قبل جميع الدُّهور، ووضع لك هدفاً مجيداً، لأنَّه عيَّنك بملء إرادته الإلهيَّة لتكون له ابناً بِوَاسِطَة يسوع المَسِيْح الَّذي حمل خطاياك، وغلب جسد خطيَّتك على الصَّلِيْب. فِيْ المَسِيْحِ وحده يثبت اختيارك. فكل مَن يتمسَّك بمصالحة الابن لا يتزعزع، لأنَّ القُدُّوْس أمينٌ. فاعلم أنَّ الله قد وضع هدفاً لحياتك، وعيَّنك لتُصبح مجيداً، مشابهاً لصورة المَسِيْح ربّ المجد، الجالس بجلاله عن يمين أبيه القُدُّوْس. لا يُريد الله أنماطاً مختلفةً مِن الأبناء، بل يقود الجميع إلى الكمال في التواضع والوداعة، فعليك أن تُنكر نفسك، كي تسلك كما سلك المَسِيْح على أرضنا.