Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
8:30وَالَّذينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ فَهَؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذينَ دَعَاهُمْ فَهَؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذينَ بَرَّرَهُمْ فَهَؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا.


لقد حقَّق الله أفكار محبَّته، وكلَّمك شخصيّاً، فهل سمعتَ صوته في أعماق قلبك؟ هل اخترقَت دعوتُه أسوار كبريائك؟ لا تنسَ أنَّ اللهَ اختاركَ وأنتَ خاطئٌ، وعيَّنكَ لتكون ابناً له. فقصد أن يُجدِّدكَ أنت الميت في كبريائك وشهواتك، لتلمع في الطَّهارة والعِفَّة والصِّدق والاستقامة. لا قُوَّة فيك للحياة المقدَّسة إلاَّ كلمة الله الَّتي تعمل فيك، إن أنت قرأتَ الإِنْجِيْل المُقدَّس باستمرارٍ. فبِوَاسِطَة هذه الحروف السَّوداء يُكلِّمكَ اللهُ مُباشرةً.
وقد وضع اللهُ في مشورته الحُبِّية أساس الحقِّ لخلاصك الَّذي لا تهزُّه شكاوى الشَّيْطَان. فالله العادلُ قد برَّرك بموت ابنه الكَفَّارِيّ، ومحا آثامك دفعةً واحدةً. فأنتَ بارٌّ في تبرير المَسِيْح، ومحسوبٌ طاهراً في فدائه. فمتى تشكر ربَّك على محبَّته الَّتي أنعم بها عليك؟ ومتى تؤمن بهدايته، وتُسبِّح نعمته الأمينة؟
لقد عيَّن الله لك، في قدرته، أكثر من ذلك. فهو قد منحك عنصر الرُّوْح القُدُس، عربوناً لحياته المجيدة فيك. فمجدُ جوهر الله مُستترٌ فيك اليومَ. وكما يظهر المَسِيْح لأعين المُؤْمِنِيْنَ فقط، تعمل محبَّته وحقُّه وطهارته وصبره فيك، ويُثمر روح الله نفسه بفضائله فيك، إن أنتَ ثبَتَّ في مخلِّصك.
لم يقل بُوْلُس إنَّ الله سيُمجِّدُك في المستقبل، بل اعترف بالإِيْمَان أنَّ الله قد مجَّدك في الماضي. لأنَّ بُوْلُس كان متيقِّناً أنَّ يسوع هو رئيس الإِيْمَان ومُكمِّله. فالَّذي ابتدأ الخلاص في نفسك هو أمينٌ، ويُربِّيك ويُقوِّيك ويُكمِّلُك لفضله وحده.
هل تُعاني مشاكل في حياتك؟ هل تجوع، أو تمرض؟ هل تبحث عن عمل؟ هل رسبت في امتحاناتك المدرسيَّة؟ إنَّ هذه الأمور كلّها لا أهمية لها، لأنَّ الله معك، ويُحبُّك، ويعتني بك كحدقة عينه، ولا ينساك، بل يُكمل خطة محبَّته إلى النِّهاية. إنَّ القُدُّوْس نفسه قد اختارك للبنوَّة. فأنكر نفسك، واحمل صليبك، واتْبَع ابن الله، مِن الصَّلِيْب إلى القبر حتَّى المجد، لأنَّ كلَّ الأشياء تعمل معاً للخير للَّذين يُحبُّون الله. فهل تُحبُّه؟ هل تُحبُّ الَّذي أحبَّك أوَّلاً؟

الصَّلَاة
أيُّها الإله القُدُّوْس الثَّالُوْث في الواحد، نَسْجُدُ لَكَ لأنَّك اخترتَنا، وعرفتَنا منذ القِدَم، وعيَّنْتَنا فِيْ المَسِيْحِ لنلبس مجد محبَّته. مَن نحن حتَّى تختارَنا؟ اغْفِرْ لَنَا ذنوبنا، وافتح آذاننا لنُصغي إلى دعوتك في الإِنْجِيْل المقدَّس، فنقبل تبريرنا بدم ابنك، ونتهلَّل ونَشْكُرُكَ على محبَّتك الأمينة، فنؤمن بهدايتك، ونطلب أن تثبِّتنا بثقة في الأيَّام الشِّريرة كي لا نتزعزع، بل نختبر أنَّ روحك القُدُّوْس، عربون المجد العتيد، ساكنٌ فينا.
السُّؤَال
لماذا تعمل جميع الأشياء معاً للخير للَّذين يُحبُّون اللهَ؟