Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
8:9وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُم. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيْح فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ.10وَإِنْ كَانَ الْمَسِيْح فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الخطيئة وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ.11وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ فَالَّذي أَقَامَ الْمَسِيْح مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ.


شهد بُوْلُس للمؤمنين في رُوْمِيَة، وكلّ مكان، أنَّ روح الله قد غلب تكاسل أجسادهم، وخُبث أنفسهم، لأنَّ حياتهم تأسَّسَت على قوَّة الرُّوْح القُدُس ودوافعه، فخلقهم، وولدهم ثانيةً، وأنماهم، وحفظهم، وعزَّاهم، وثبَّتهم، وملأهم بمَحَبَّة اللهِ، ودفعهم إلى خَدَمَات متنوِّعةٍ، وقوَّاهم للقيام بهذه الخَدَمَات. فسرّ المؤمن هو حلول الرُّوْح القُدُس فيه.
أمَّا مَن لم يحلّ روح الله في قلبه، فهو ليس بمَسِيْحيٍّ، وإن كان قد وُلد من أبٍ وأمٍّ مَسِيْحيَّين، لأنَّ كلمة "مَسِيْحي" معناها ممسوح بروح الله. فكما كان المَسِيْح نفسه ممسوحاً بملء روح أبيه، هكذا المؤمن أيضاً. فلا اسمك، ولا نسبك، ولا معموديَّتك، ولا دفعك الاشتراك الكنسي يجعلك مَسِيْحيّاً، بل قوَّة الرَّبّ وحدها السَّاكنة فيك هي وحدها الَّتي تجعلك عضواً عاملاً فِيْ المَسِيْحِ وخاصَّةً له وحجراً في هيكله. فكل مَن لا يحصل على هبة الحَيَاة هذه، ويمتلئ مِن مَحَبَّة اللهِ، لا يمتُّ للمَسِيْح بأيِّ صلةٍ، بل ينعزل عنه بعيداً. إنَّ المولود مِن الرُّوْح القُدُس هو وحده قريب المَسِيْح، وخاصَّته، والسَّاكن في رحابه. فلا تفتر، بل اعلم أنَّ مَن لا يلتصق بالمَسِيْح التصاقاً تاما وأبديّاً ليست له حصَّةٌ فيه. يُريدك المَسِيْح بكلِّيتك، ليحلّ بملئه فيك. فلا تنفصل عنه، ولا تتردَّدْ، لأنَّ الإِيْمَان المتردِّد ليس إيماناً.
أخي العَزِيْز، اسجد لربِّك، لأنَّ المَسِيْح يسكن فيك إن حصلت على مسحة محبَّته.
إنَّ جميع الأحياء بالروح يشهدون لهذه الحقيقة، لأنَّه يؤكِّد لهم وجوده في أذهانهم.
ولكنْ حَذارِ أن تظنّ أنَّ المَسِيْح والخطيئة يسكنان معاً في جسدك. فأنت لا تقدر أن تبغض إنساناً ما وتُحبّ المَسِيْح فِيْ الوَقْتِ نَفْسِهِ. ولا تقدر أن تخضع للنَّجاسة، وتدَّعي فِيْ الوَقْتِ نَفْسِهِ الامتلاء مِن الرُّوْح القُدُس، لأنَّ هذا الروح غيورٌ، ويُبيد خطيَّتك بلا شفقة. ولن يجد ضميرك الرَّاحة إلاَّ إذا اعترفتَ بكل خطيئة نطق بها لسانك، وذرفت الدُّموع لأجلها، واشمأزَّت نفسك منها، وانكسرت، وسلَّمت نفسك الملوَّثة إلى بارئك المَسِيْح مِن جديد. فروح الله يُجاهد ضدَّ خطاياك، ويُقدِّسُك إلى التَّمام. فيسوع قد دعاك إلى القَدَاسَة وليس إلى النَّجاسة.
ودم المَسِيْح يُطهِّرك من كلِّ إثم، إن آمنتَ به وبوعده، فتعظم قوَّته في ضعفك، وتقوى إرادتك، وتنكسر نفسك، وتعيش لله وحده. فيموت جسدك لأجل خطاياك، أمَّا روحك الموهوب لك من السَّماء فيعيش إِلَى الأَبَدِ. إنَّ لنا رجاءً لا مثيل له عند الآخَرِيْنَ، لأنَّنا نحمل حياة الله فينا, عربوناً للمجد المتوقَّع عند مجيء ربِّنا.
إنَّ القدرة الَّتي عملت فِيْ المَسِيْحِ عندما قام من القبر، هي نفسها تجري وتعمل في كلِّ مؤمنٍ حيٍّ. والله سيُجري تيَّار حياته فينا، عند مجيء مَسِيْحه ثانيةً. فتظهر نفوس المُلْحِدِيْنَ ميتةً لا حياة فيها، أمَّا نحن الأحياء بالنِّعْمَة، فسيظهر روح الله العامل فينا مشرقاً بالبهاء والفرح والقوَّة، لأنَّه الله بنفسه.

الصَّلَاة
أيُّها الإله الحيُّ، نَسْجُدُ لَكَ لأنَّك وهبتَ لنا روحك القُدُّوْس لنعيش أولاداً لك إِلَى الأَبَدِ، متبرِّرين بموت المَسِيْح، ومتعلِّقين به. نَشْكُرُكَ لأنَّك خلَّصتنا مِن كفرنا وفسادنا، فلا يقدر الموت أن يسجننا، لأنَّنا محفوظون في يدك، وعربون مجدك حالٌّ فينا.
السُّؤَال
ماذا يَمنح الرُّوْحُ القُدُسُ المُؤْمِنِيْنَ بالمَسِيْح؟