Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
4- برُّ الله يتحقّق بالإِيْمَان وحده، وليس بمحاولة حفظ الشَّرِيْعَة
(رُوْمِيَة 9: 30-10: 21)

أ: يُهمل اليَهُوْد برَّ الله الَّذي يتحقّق بالإِيْمَان، فيتمسَّكون بالأعمال
(رُوْمِيَة 9: 30-10: 3)
9:30فَمَاذَا نَقُولُ. إِنَّ الأُمَمَ الَّذينَ لَمْ يَسْعَوْا فِي أَثَرِ الْبِرِّ أَدْرَكُوا الْبِرّ،َ الْبِرَّ الَّذي بِالإِيْمَان.31وَلَكِنَّ إِسْرَائِيْلَ وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ.32لِمَاذَا. لأَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ لَيْسَ بِالإِيْمَان, بَلْ كَأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّاموس (شريعة موسى). فَإِنَّهُمُ اصْطَدَمُوا بِحَجَرِ الصَّدْمَةِ,33كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ, هَا أَنَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ, وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى.10:1أَيُّهَا الأَخُوَةُ, إِنَّ مَسَرَّةَ قَلْبِي وَطِلْبَتِي إِلَى اللَّهِ لأَجْلِ إِسْرَائِيْل هِيَ لِلْخَلاَصِ.2لأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلَّهِ, وَلَكِنْ لَيْسَ حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ.3لأَنَّهُمْ إِذْ كَانُوا يَجْهَلُونَ بِرَّ اللَّهِ, وَيَطْلُبُونَ أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِمْ لَمْ يُخْضَعُوا لِبِرِّ اللَّهِ.


حاول الرَّسُوْل بُوْلُس أن يُخرج أعضاء الكَنِيْسَة في روما، بصورة غير مباشرة، مِن قرارهم النهائي، ليدركوا أنّ برّ الله لا يأتيهم إلاَّ بإيمانهم بالمَسِيْح. بينما البرّ المبني على الأعمال يُوْرِدُ أدعياءَ التَّقوى موارد الدَّيْنُوْنَةِ والهلاك. وكان سؤاله حاسماً. واعترف الرَّسُوْل بُوْلُس أمام مجمع الكَنِيْسَة الأولى، وبخاصَّة أمام المتمسّكين بالبرّ حسب الشَّرِيْعَة أنَّ ما مِن أحدٍ منهم قد حفظ وصايا الله كلَّها وأكملها وأنَّ ما مِن أحدٍ منهم يخلص بأعماله بل بنعمة الله الظاهرة فِيْ المَسِيْحِ وحده (أَعْمَال الرُّسُل 15: 6- 11). أمَّا الَّذي يحتقر نعمة المَسِيْح، فيشبه رجلاً سائراً في الظَّلام الدَّامس، فيتعثَّر بحجرٍ كبيرٍ في طريقه ويسقط ويتحطَّم (إِشَعْيَاء 8: 14؛ 28: 16).
أصبح المَسِيْح لكثير مِن اليَهُوْد سبباً لدينونتهم، رغم أنّه صالحهم مع الله؛ ولكنَّهم رفضوا نعمته الفريدة. أمَّا الَّذين أدركوا مخلّصهم وآمنوا به فقد خلصوا.
اعترف بُوْلُس بأنّ كثيراً مِن اليَهُوْد يجتهدون في حفظ الشَّرِيْعَة، ويحاولون إتمام الوَصَايَا. فأحبَّهم بُوْلُس لأجل اجتهادهم، وتمنَّى أن يتمسّكوا بفرص حياتهم، ويفتحوا الهدية العظمى المعطاة لهم. لذلك ابتهل بُوْلُس إلى الله، بقلبٍ ملتهبٍ، كي يهدي كَثِيْرِيْنَ منهم إلى الخَلاَص المعَدّ لهم.
ولكنَّ بُوْلُس اختبر في كثير مِن المراكز الاقتصادية، في المملكة الرومانية، أنّ اليَهُوْد يتمسّكون بشريعتهم، ويظنّون أنهم شَعْب اللهِ المُخْتَار، وأنَّ الشُّعوب الأخرى حثالة. فهُم لم يُدركوا برّ الله الجَدِيْد فِيْ المَسِيْحِ، بل حاولوا بالصَّوْم والصلاة والذَّبَائِح والتَّبَرُّعات والحجّ أن يتمّموا الوَصَايَا السِّتمائة والثلاث عشرة، ليُثبتوا بها براءتهم؛ بينما رفضوا برّ الله الحَقِيْقِيّ. يا للغرور! ويا للهول!

الصَّلَاة
أَيُّهَا الآبُ السَّمَاوِيّ، نَسْجُدُ لَكَ لأننا نحن المُؤْمِنِيْنَ مِنَ الأُمَمِ النّجسة، ولكنَّنا أخذنا منك نعمةً فوق نعمةٍ، وأنت قد منحتَنا برَّك الخاص كهدية عظمى. لذلك نتضرّع إليك طالبين أن تهَبَ البركات نفسها لأتباع الأَدْيَان الأخرى الَّذين يظنُّون أنّ أعمالهم الشَّخصية تبرّرهم. اكسر كبرياءهم، وساعدهم على أن يؤمنوا ويثقوا بك كأولاد أحبّاء.
السُّؤَال
لماذا نال ملايين المُؤْمِنِيْنَ مِن مختلَف الشعوب برّ الله، وثبتوا فيه؟ لماذا يحاول الأتقياء في بعض الأَدْيَان أن يتمموا شرائعهم لينالوا برّ الله؟