Skip to content

Commentaries
Arabic
غلاطية
  
5- بنوَّتُنا لله هي نتيجةُ تأديب النَّاموس (شريعة موسى) وفداء المسيح، وعَمَل الرُّوْحِ القُدُسِ فينا
(غلاطية 4: 1- 7)
4:1وَإِنَّمَا أَقُولُ مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِرًا لاَ يَفْرُقُ شَيْئًا عَنِ الْعَبْدِ مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ.2بَلْ هُوَ تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِ.3هَكَذَا نَحْنُ أَيْضًا لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ.4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ مَوْلُودًا تَحْتَ النَّاموس (شريعة موسى)5لِيَفْتَدِيَ الَّذينَ تَحْتَ النَّاموس (شريعة موسى) لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.6ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا يَا أَبَا الآبُ.7إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ.


لخَّص الرَّسُوْل تعليمَه القويَّ عن الخلاص بالنِّعْمَة، وأرى مستمعيه أنَّ خطَّة خلاص الله أتت أوَّلاً بالنَّاموس (شريعة موسى) (شريعة موسى) كمطرقة تكسر رؤوس المتكبِّرين. بَعْدَئِذٍ جاء ابن الله ليُحرِّر عبيد الخطيئة في سجن النَّاموس (شريعة موسى) (شريعة موسى)، ويُخلِّصهم، ويُبرِّرهم مجَّاناً. فحلَّ الرُّوْح القُدُس في المؤمنين، وحقَّق الخلاص الَّذي أتمَّه المسيح على الصَّلِيْب.
فهل انسجمت مع خطَّة خلاص الله؟ هل أدَّت تأمُّلاتك في النَّاموس (شريعة موسى) (شريعة موسى) إلى انكسار كبريائك؟ هل بذَلْتَ ما في وسعك لتكون إنساناً صالحاً في طُرُق الشَّريعة، وفشلتَ في هذا الكفاح، وأدركتَ قلبك النَّجس؟ هل أتمَّ النَّاموس (شريعة موسى) عمله المُربِّي فيك، فقادك إلى التَّوبة وانكسار النَّفس؟ أم انَّك ما زلتَ غير بالغٍ في الإيمان، عبداً للخطايا، وتحت شكوى النَّاموس (شريعة موسى)؟
إن كنتَ قد أدركتَ أنَّك مذنبٌ خاطئٌ فاسدٌ وأشقى النَّاس، فقد بلغ النَّاموس (شريعة موسى) فيك غايته. عِنْدَئِذٍ نُبشِّرك، بفرحٍ عظيمٍ، ونؤكِّد لك أنَّ الله أرسل ابنه إلى العالم مولوداً من امرأةٍ مِن الرُّوْح القُدُس. وهذا الإله الَّذي في هيئة الإنسان هو محور التَّاريخ، لأنَّ الله نفسه أتى بابنه إلينا، فأخضع نفسه للجسد الفاني، واحتمل فرائض النَّاموس (شريعة موسى) الَّذي وُضِع لعبيد الخطيئة. ولم يُخالف بهذا كلِّه قداسته، لأنَّه بذاته جوهر النَّاموس (شريعة موسى).
والمسيح تمَّم جميع الوصايا بواسطة محبَّته، واشترانا بدمه من لعنة النَّاموس (شريعة موسى) الَّتي لحقَت بنا بسبب خطايانا. فموت المصلوب حرَّرك تماماً مِن عبوديَّة الخطيئة ودينونة النَّاموس (شريعة موسى). لقد دفع ابن الله ديونك الرُّوْحِيّة، فأُبرِئْتَ مِن القصاص الأبديِّ، ليس لأنَّك غنيٌّ أو صالحٌ أو جميلٌ، بل لأنَّ الله أحبَّك وأنت قبيحٌ شرِّيرٌ، وبذل ابنه الوحيدَ عوضاً عنك. فقد دفع الله ثمن المُشترى لأجلك أنت الخاطئ الضالّ.
وما هي الغاية الإلهيَّة لتحريرك؟ إنَّها ليست أقلَّ مِن تبَنِّيْك. فيسوع أشركك في حقِّ بنوَّته، كي تصبح بالإيمان ابناً شرعيّاً لله العظيم. فهل تسلك كما يليق لاسم أبيك؟
إنَّ أباك السَّمَاوِيّ يعلم أنَّك غير قادرٍ على أن تُتمِّم وصاياه مِن تلقاء نفسك، ولذلك أرسل روحه القُدُّوْس الَّذي يُتمِّم فيك خلاص المسيح. وأوَّل ما يُنشئه هذا الروح الإلهيُّ فيك هو الصَّرخة: "يا أبي". فهذا الروح يؤكِّد لك مائةً بالمائة أنَّ الله هو الآب، وأنَّك ابنه المولود مِن العنصر السَّمَاوِيّ. فتستطيع أن تصلِّي إلى الله الآب باسم المسيح أخيك وفاديك وربِّك.
أمَّا الولادة الثَّانية فهي ليست نهاية خطَّة خلاص الله فيك، بل إنَّه يرفعك مِن رتبة عبد في الخطيئة إلى مستوى وارث مجد الله. إنَّ مجيء المسيح الثَّاني سيُحقِّق في كلِّ مؤمنٍ تغييراً ملحوظاً وتكميلاً للخلاص، فنفرح فرحاً لا ينطق به لسانٌ. فهل أنكرتَ نفسَك لتلبس المسيح حقّاً؟

الصَّلَاة
أيُّها الآب السَّمَاوِيّ، نُعظِّم اسمك الفريد، ونشكر ابنك الوحيد، لأنَّه حرَّرَنا مِن خطايانا، ومن نير النَّاموس (شريعة موسى) وشوكة الموت، وسكب روحه القُدُّوْس فينا، لنؤمن ونُحبَّ كما يليق بك. وبما أنَّك تقصد خلاص جميع النَّاس، فإنَّنا نطلب أن يُولَد أناسٌ كثيرون بروحك القُدُّوْس كي يمتلئ العالم كلُّه باسمك.
السُّؤَال
ما هي الدَّرجات الأربع في خطَّة خلاص الله؟