Skip to content

Commentaries
Arabic
غلاطية
  
7- ابناء إبراهيم رمزٌ للمولود حسب الجسد المُستعبَد للناموس، والمولود حسب الرُّوح بوعد الله
(غلاطية 4: 21- 31)
4:21قُولُوا لِي أَنْتُمُ الَّذينَ تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا تَحْتَ النَّاموس (شريعة موسى) أَلَسْتُمْ تَسْمَعُونَ النَّاموس (شريعة موسى).22فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لإِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ وَاحِدٌ مِنَ الْجَارِيَةِ وَالآخَرُ مِنَ الْحُرَّةِ.23لَكِنَّ الَّذي مِنَ الْجَارِيَة ِوُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ وَأَمَّا الَّذي مِنَ الْحُرَّةِ فَبِالْمَوْعِدِ.24وَكُلُّ ذَلِكَ رَمْزٌ لأَِنَّ هَاتَيْنِ هُمَا الْعَهْدَانِ أَحَدُهُمَا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ الْوَالِدُ لِلْعُبُودِيَّةِ الَّذي هُوَ هَاجَرُ.25لأَِنَّ هَاجَرَ جَبَلُ سِينَاءَ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ يُقَابِلُ أُورُشَلِيمَ الْحَاضِرَةَ فَإِنَّهَا مُسْتَعْبَدَةٌ مَعَ بَنِيهَا.


كان لإبراهيم ابنان مِن امرأتين مختلفتَين. فولد ابنه البكر "إسماعيل" مِن "هاجر" جاريته، لأنَّ امرأته الشَّرعية كانت عاقراً، فبدلاً مِن انتظار إتمام وعد الله له، حاول أن يحلَّ مشكلته بنفسه، فاستولد "هاجر"، موقعاً بذلك نفسَه في مأساةٍ وضيقٍ له وَلِبَنِيْه. ليتنا ننتظر دائماً تحقيق وعود الله، فلا نضع تدبيراً لأنفسنا، مسبِّبين البؤس والضِّيق.
أمَّا ابنه الثَّاني "إسحاق" فولد بكلمة الوعد، حين أصبح إبراهيم وامرأته غير قادرَين على الإنجاب. كان هذا المولود أعجوبةً ومختاراً. وقصد الله أن يأتي المسيح مِن نسله إلى العالم. فكان على إبراهيم أن يَطرد ابن الجارية، على الرَّغم مِن محبَّته الشَّديدة له. فأيُّ ضيقٍ قد دخل عالَمَنا مِن خلال إبراهيم وإسماعيل؟!
شبَّه بُوْلُس "هاجرَ" وابنها بعهد النَّاموس (شريعة موسى)، وجبل الشَّريعة، ومدينة العبوديَّة الرُّوْحِيّة، وكأنَّه يقول: لا يستطيع النَّاموس (شريعة موسى) أن يأتي بأولاد أحبَّاء روحانيِّين، بل بعبيدٍ مُغلق عليهم بالشَّريعة، وهُم في الخطيئة. ولم يستطع العهد القديم أن يَلِدَ إنساناً روحيّاً، لأنَّ النَّاموس (شريعة موسى) ميتٌ ويُسبِّب موتاً. وكما يدلُّ الاسم "هاجر" على الهَجْر والبُعْد عن الوطن في الصَّحراء، هكذا دلَّ الرَّسُوْل أهل غَلاَطِيَّة على اليهود النَّاموسيّين (شريعة موسى) الَّذين كانت قلوبهم كالحجارة، لأنَّهم تضلَّعوا مِن التَّوْرَاة والتلمود وليس مِن الإِنْجِيْل، باستثناء النُّبوة الدَّالة على المسيح الآتي.
وكما يجد العهد المبني على النَّاموس (شريعة موسى) والجبل الضاغط مثالهما في "هاجر" الجارية، هكذا يرمز اسمها إلى المدينة "أورشليم" أيضاً، الَّتي كانت لا تزال في زمن بُوْلُس مركزاً للناموسيين الَّذين لم يخضعوا لإِنْجِيْل النِّعْمَة. وكان بُوْلُس نفسُه تلميذاً في تقاليد هذه المدينة وتعاليمها، وعلم أنَّها لم تكن قادرةً على أن تلد مِن تلقاء نفسها إلاَّ متعصِّبين مقيَّدين بأفكار الشريعة، لا متحرِّرين في الإِنْجِيْل.
والعجيب أنَّ أكثريَّة اليهود المدعوِّين إلى عهد النِّعْمَة ظلّوا عبيداً للنَّاموس، بينما جماهير الأمم، ومنهم أبناء إسماعيل الَّذين كانوا حسب الجسد مِن أرومة الجارية، سمعوا بُشرى النِّعْمَة، وآمنوا بها، فأصبحوا أحراراً؛ كما قال المسيح: "يَكُونُ الآخِرُونَ أَوَّلِينَ وَالأَوَّلُونَ آخِرِينَ" ليت الرَّبّ يحفظنا في غيرة التَّبشير وانكسار النَّفس، كيلا نتَّكل على قدرة أنفسنا، بل على النِّعْمَة فقط.

الصَّلَاة
أيُّها الرَّبّ يسوع، قد كُنْتُ عبداً للخطيئة، ابن عبيد الخطيئة، ولكنَّك حرَّرْتني، ومنحتَ كلَّ مؤمنٍ بك الحَيَاة الحُرَّة كي نخدمك بفرحٍ وابتهاجٍ. ساعدنا على أن نثبت أحراراً في المحبَّة، فلا نخضع مرَّةً أخرى لأنظمةٍ ضعيفةٍ.
السُّؤَال
بماذا شبَّه بُوْلُس "هاجر" أمَّ إسماعيل؟