Skip to content

Commentaries
Arabic
غلاطية
  
3- اسْلُكُوا بِالرُّوحِ ، فتغلبوا شَهوات الْجَسَدِ
(غلاطية 5: 16- 25)
5:16وَإِنَّمَا أَقُولُ اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ.17لأَِنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ. وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ.18وَلَكِنْ إِذَا انْقَدْتُمْ بِالرُّوحِ فَلَسْتُمْ تَحْتَ النَّاموس (شريعة موسى).19وَأَعْمَال الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ الَّتي هِيَ زِنًى عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ.


لا يُخضِعنا بُوْلُس مرَّةً واحدةً للناموس، بل يُرشدنا إلى السُّلوك بالرُّوح. فعبيد النَّاموس (شريعة موسى) يتعذَّبون تحت النَّاموس (شريعة موسى)، ويرون في كلِّ جهةٍ واجباتٍ وفرائض ثقيلةً. أمَّا المؤمن المولود من الرُّوح فيجد أنَّ النَّاموس (شريعة موسى) لا يضغط عليه، بل يسكن فيه. فيرى في كلِّ جهةٍ إمكانيَّاتٍ للخدمة، وامتيازاتٍ لاحتمال الصِّعاب. فالسُّلوك بالرُّوح عكس حفظ الشَّريعة غصباً، لأنَّنا لسنا نحن متمِّمي وصايا المحبَّة، بل الروح السَّاكن فينا هو القوَّة والدَّافع لإتمام لذَّة الخدمة. فموقفنا تجاه الله والنَّاموس (شريعة موسى) قد تغيَّر مبدئيّاً. فلسنا عبيد النَّاموس (شريعة موسى) الضُّعفاء، بل أولاد الله المولودين مِن روح المحبَّة.
إنَّ السُّلوك في قوَّة الرُّوْح القُدُس هو سرُّ المَسِيْحِيّين الحقيقيين. وهذا الرُّوح يُرشدنا بدقَّة كالبوصلة في الطريق المستقيم، كما انَّه القوَّة لإتمام خدمات متنوِّعة. فلا نريد أن تسيطر الخطيئة والشهوة علينا فيما بعد، ولا نتفوَّه بكلمات بذيئةٍ، بل إنَّ الرُّوْح القُدُس يمنحنا الإرادة والعزم والقدرة على رفض شهوات الجسد. لا يجد الإنسان العاديُّ في نفسه القوَّة ليكون طاهراً وصادقاً، أمَّا المتجدِّد بالنِّعْمَة فيغلب تجاربه بقوَّة الروح الموهوب له.
لكنَّ ساحة الحرب بين السَّماء وجهنَّم تمرُّ بقلب المؤمن، لأنَّ جسده يثور على إرشاد الروح، كما أنَّ الروح يُخمد ظمأ الجسد. فلا نجد راحةً ما دمنا على الأرض؛ فيسوع نفسه كان مجرَّباً بجميع التَّجارب، لكنَّه بقي بدون خطيئة، لأنَّه ثبت في روح أبيه، فعلَّمَنا خلاصة كفاحه الشَّخصي قائلاً: "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ، أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ."
إنَّ مَن يثبت في الحَيَاة الرُّوْحِيّة، فيقرأ كلمة الله يوميّاً، ويَطلب شركة الإِخْوَة المُصلِّين، يجد القوَّة للسُّلوك بالرُّوح، فلا يضطرُّ إلى خدمة جسده بأمانيه وشهواته، بل يقوِّيه الروح للغلبة. فالمؤمن ليس تحت قيادة النَّاموس (شريعة موسى) الَّذي لا يمنحه قوَّة التَّغلب على الخطيئة، في حين يطلب منه بصراحة تنفيذ الوصايا، ومن ثمَّ يدينه لسقوطه أخيراً إذا لم يُتمّ كلَّ حرفٍ مِن الشَّريعة؛ بل إنَّ السَّالكين في روح المسيح يريدون طوعاً، ومن صميم قلوبهم، تنفيذ إرادة أبيهم، وينالون لصلاتهم قوَّة الانتصار على التَّجارب؛ وإذا أخطأوا سهواً يتبرَّرون بدم المسيح، فلا يعيشون تحت لعنة النَّاموس (شريعة موسى)، بل في نعمة الإِنْجِيْل وقدرته الرُّوْحِيّة.

الصَّلَاة
أيُّها الآب السَّمَاوِيّ، نُعظِّمك ونشكرك لأنَّك اشتريتَنا بدم ابنك مِن حقوق النَّاموس (شريعة موسى)، وقوَّيتَنا بروحك كي نغلب الخطيئة. قوِّنا كي لا نسلك حسب شهوات جسدنا، بل نَثبت في المحبَّة وطهارة الفرح والسَّلام، كما غلب ابنك جميع التَّجارب.
السُّؤَال
ما هو الفرق بين السُّلوك في الرُّوح، والعبوديَّة تحت النَّاموس (شريعة موسى)؟