Skip to content

Commentaries
Arabic
غلاطية
  
5:19وَأَعْمَال الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ الَّتي هِيَ زِنًى عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ20عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ21حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتي أَسْبُقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا إِنَّ الَّذينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللَّهِ.22وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ إِيمَانٌ23وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هَذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ.24وَلَكِنَّ الَّذينَ هُمْ لِلْمَسِِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ.25إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ فَلْنَسْلُكْ أَيْضًا بِحَسَبِ الرُّوحِ.


قد تقول بعد التّأمُّل في جدول أَعْمَال الجسد: "هكذا النَّاس حقّاً. ولكنَّني لستُ زانياً، ولا مرتكباً أيّاً مِن هذه النَّجاسات. فأنا خيرٌ مِن هؤلاء الَّذين يصفهم بُوْلُس. الحمد لله الَّذي حفظني مِن الخطايا الشَّنيعة.
انتبه! هل تعرف قلبك تماماً؟ أليست هذه الصِّفات موجودةً فيك إمكانيَّاتٍ وأفكاراً؟ أنَّها لنعمةٌ مِن الرَّبّ أن يحفظك مِن نفسك، لأنَّك لستَ صالحاً في ذاتك، بل النِّعْمَة قد حفظتكَ، لئلاَّ تُصبح أشرَّ مِمَّا كنت.
هل شكرتَ المسيح لهذا؟ كيف تكرمه بإيمانك كي لا تسقط؟ هل تعلم أنَّك إن ارتكبتَ خطيئة واحدةً فقط مِن الخطايا المذكورة فلن تدخل ملكوت الله، لأنَّ هذا الملكوت لا يدخله نجسٌ؟ ادرس جدول الأَعْمَال النَّجسة مرَّةً أخرى، وامتحن نفسك. هل أخطأتَ فكراً أو قولاً أو عملاً مرَّةً واحدةً؟ إنَّ هذا كافٍ لهلاكك.
ستجد، في دراستك الدَّقيقة، أربعة أنواعٍ مِن الخطايا متدرِّجةً في هذه اللائحة، أوَّلها الدَّعارة والفساد الجنسي، لأنَّ الإنسان كلَّما ابتعد عن الإيمان يفقد مقاومته لشهواته الجسديَّة، ويتصرَّف كحيوان بلا حسٍّ ولا لجام.
والخطيئة الثَّانية هي السِّحر بأنواعه. مِن المؤسف أنَّ كثيرين مِن النَّاس يخافون مِن العين الشِّريرة، أكثر ممَّا يؤمنون بقدرة ربِّهم على حفظهم وحمايتهم؛ ولذلك نجدهم يتهافتون على دور المُنجِّمين والسَّحرة والمشعوذين الَّذين يزعمون معرفة الخفايا والمستقبل، أو يتَّصلون بالأرواح النَّجسة، بدلاً مِن اللُّجوء إلى ربِّ الأرباب، الخالق القدير، الكلِّي المعرفة، فيسقطون نتيجة أفعالهم الخاطئة في قبضة الشَّيْطَان الَّذي لا يرحمهم.
والخطيئة الثَّالثة هي عدم المحبَّة، وعدم التَّسامح. فتنشب الخلافات والخصومات، ويولَد الحسد والغضب والكراهية والتَّعصب الأعمى والتَّحزُّب، وتؤدِّي هذه إلى القتل والإجرام. فكلُّ مَن لا يُحبُّ هو مجرمٌ حقودٌ في أعماق قلبه.
أمَّا الخطيئة الرَّابعة فهي البطر والسّكر والاهتمام الزَّائد بأمور الدُّنيا. فالتُّخمة تؤدِّي إلى زيادة الشَّهوة. والنَّاس يَنشدون السَّحرة والمنجِّمين خوفاً مِن البطالة. وحبُّ المال والرَّفاهية يولدِّ الحسد والسَّرقة وكلَّ عملٍ شرِّيرٍ. ويُخطئ كلُّ مَن لا يَنشد القناعة في حياته.
إنَّ الصَّبر والإيمان وكلَّ صلاحٍ وعفَّةٍ هي مِن مواهب الرُّوْح القُدُس. ليس إنسانٌ صالحاً في ذاته. الله وحده هو الصَّالح. لقد منحنا الرُّوْح القُدُس هذا الامتياز الإلهي حتَّى صرنا نحن البطَّالين نافعين. ما أعظم الخلاص الَّذي يجعل الشِّرير صالحاً!
هل قارنْتَ جدول ثمار الجسد بلائحة فضائل الرُّوْح القُدُس؟ قرِّر واخْتَر، ولا تخدع نفسك؛ فإمَّا أن تعيش لربِّك خاصَّةً له، وهو يحلُّ فيك، أو أن تُصبح شيطاناً مريداً، خبيثاً شرِّيراً، تُخفي وراء ابتسامتك الكاذبة مراءاتك ومكرك ونجاستك.
أمَّا الَّذين يُحبُّون المسيح، فيُدركون حالة قلبهم السَّيئة، ويقبلون الحكم الإلهيَّ عليهم بالصَّلِيْب، فيُصلَبون بالإيمان مع المصلوب، ويعيشون معه في روحه. فدين المسيح هو التصاقٌ بالمُخلِّص، في كلِّ مراحل حياته الدُّنيوية والأَبَدِيَّة. فلا تتمكَّن الشَّهوة منَّا، ولا نميل إليها بعد، لأنَّ ربَّنا قد مات لأجل هذه الخطايا، وروحه يدفعنا إلى اتِّباعه في كلِّ برٍّ وصلاحٍ ومرحٍ طاهرٍ. ما أجمل الحَيَاة مع يسوع!

الصَّلَاة
أيُّها الرَّبّ المخلِّص، إنَّنا نشكرك لأنَّك خلَّصْتَنا مِن سلطة جسدنا، وخلَقتَنا مِن جديد كي نسلك بالرُّوح. نُعظِّمك لأجل هذا الخلاص، ونسألك أن تقوِّي محبَّتنا لك، كي نعتبر أنفسنا أمواتاً مصلوبين عن الذّنوب والخطايا. املأنا بروحك القُدُّوْس لنحيا في البرِّ، لأنَّنا ضعفاء. أمَّا أنتَ فإلهنا الغالِب المُعِين.
السُّؤَال
ما هي في نظرك ثمار الجسد الَّتي تسود اليوم أكثريَّة البشر؟ وما هي فضائل الروح الَّتي نحتاج إليها؟