Skip to content

Commentaries
Arabic
غلاطية
  
4- اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ
(غلاطية 5: 26- 6: 1- 5)
5:26لاَ نَكُنْ مُعْجِبِينَ نُغَاضِبُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَنَحْسُدُ بَعْضُنَا بَعْضًا.6:1أَيُّها الإِخْوَة إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هَذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا.2اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ وَهَكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ.3لأَِنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا فَإِنَّهُ يَغُشُّ نَفْسَهُ.4وَلَكِنْ لِيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ وَحِينَئِذٍ يَكُونُ لَهُ الْفَخْرُ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ فَقَطْ لاَ مِنْ جِهَةِ غَيْرِهِ.5لأَِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَ نَفْسِهِ


الاستكبار معاكسٌ للروح القدس، لأنَّ الروح المبارك يُعلِّمنا اعتبار الآخَرين أفضل مِن أنفسنا؛ فمَن يظنُّ نفسَه أفضل مِن البسيط أو الشِّرير هو أعمىً ومريضٌ في قلبه، لأنَّ المحبَّة متواضعةٌ. فلا تُسبِّب لأخيك الإنسان عقدةً نفسيَّةً بتعجرفك ، بل امنحه تعزيةً بتواضعك.
لقد تواضع المسيح إلى آخِر حدود التَّواضع، فاقْتَدِ به وتَواضَعْ إن كنتَ تريد أن تتبعه. لماذا تتوانى وتتلكّأ في الاعتراف بأنَّك أكبر خاطئٍ في الدُّنيا؟ هل أنت لا تزال مستكبراً؟ إنَّ مَن يعرف خطيئته ونعمة ربِّه لا يدين الآخرين أبداً، ولا يرفضهم، بل يُساعدهم بصبرٍ وتأنٍّ ورثاء.
يعلم الإنسان الرُّوْحِيّ أنَّه يحمل في نفسه كلَّ إمكانات الشَّر، ولذلك يلتجئ إلى المسيح. وهو في نظرته إلى الآخرين، يحمل السَّاقطين بمحبَّته، ويُعالج مشاكلهم بصلواته وتبرُّعاته وخدماته؛ فشعار المؤمن على الدَّوام هو الخدمة، وليس إدانة الآخرين.
ماذا تعمل لأجل المسيح؟ لا يكفي العطف والكلام الفارغ، بل لا بُدَّ لإيمانك مِن أن يتجسَّد أفعالاً، لأنَّ مَن يُحبّ يُصبح خادماً وحاملاً لأثقال الآخرين. فقيمتك أمام الله هي بقَدْر ما تسمح لروحه بأن يقودك للخدمة. فإنْ كنتَ لا تزال متعالياً ساعياً وراء الشُّهرة وتكريم النَّاس لك، فأنت لم تخلص نهائيّاً مِن الشَّر. ولكن حيث تَظهر محبَّة المسيح في تعبك لأجل الآخرين، يكرمك الله، ويباركك، ويُنعِم عليك بقوَّةٍ جديدةٍ، ويُزيِّنك بثمارٍ روحيَّةٍ. فالسَّماء لا يسكنها أسيادٌ منتفخون، بل خطاةٌ مبرَّرون.
اجتهد في الصَّلاَة، واطلب أن يُعلن المسيح لك مكان خدمتك، سواء في بيتك أو في مُحِيْطك، واسأله أن يجعلك خادماً حقّاً. وهو بدوره يُرشدك إلى شهادة الإيمان، أو الابتهالات الأمينة، أو التَّبرعات الماليَّة، أو الخدمات العمليَّة؛ فالمحبَّة الإلهيَّة تفتح عينيك لضرورات الخدمة الرُّوْحِيّة، فَصَلِّ واخدُم.
هل عَلِمْتَ ما هو السَّبيل إلى إتمام ناموس المسيح؟ إنَّه ليس ناموساً ثقيلاً لتقديس النَّفس بالمشقَّة والتَّعب، بل هو الدَّعوة لاحتمال الآخرين دون انقطاع. فالمحبَّة هي تكميل النَّاموس (شريعة موسى). ولا أحد يأخذ منك هذا الامتياز الَّذي هو حملٌ حقيقيٌّ، لأنَّ ابن الله نفسه قد مثَّل أمامنا طريق الكمال لنتبعه بفرحٍ.

الصَّلَاة
أيُّها الرَّبّ، أنا متكبِّرٌ، أمَّا ابنك فقد تواضع للخدمة؛ فساعدني على أن أتبعه، وأحمل أثقال الآخرين، مثلما حمل المسيح أثقالنا. نشكرك لأجل خلاصنا. غيِّر قلبي الشِّرير كي أشترك في حمل أثقال أمَّتنا، وأرى النَّاس الَّذين ينتظرون زيارتي وخدمتي.
السُّؤَال
كيف نُتمِّم ناموس المسيح؟ وما هو الفرق بين ناموسه وناموس العهد القديم؟