Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
11:20بِالإِيمَانِ إِسْحَاقُ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَعِيسُو مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ عَتِيدَةٍ.21بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ.22بِالإِيمَانِ يُوسُفُ عِنْدَ مَوْتِهِ ذَكَرَ خُرُوجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَوْصَى مِنْ جِهَةِ عِظَامِهِ.


نقرأ في هذه الآيات عن إيمان أشخاص ثلاثة: إسحق ويعقوب ويوسف. ونتأمَّل مِن سيرة أبطال الإيمان هؤلاء أواخر أقوالهم وأعمالهم قُبَيل الموت. فالكلمات الأخيرة قبل الوفاة تكون في بعض المرَّات كخلاصة خبرة الحياة، وتُشبه جسراً متيناً يمتدُّ إلى المستقبل. فأبرز الكَاتِب إلى العِبْرَانِيِّيْنَ لقرَّائه كيف أنَّ آباء الإيمان تمسَّكوا بالموعد الموعود خصوصاً في حالة الموت، بدون أن يحصلوا على إتمام الموعد شخصيّاً. فكان رجاؤهم يقيناً غير متزعزعٍ.
1- بارك إسحق يعقوب وعيسو، علماً أنَّ بركة الله بيد إسحق ليست سحراً بل قوَّة مؤثِّرة منتقلة لها هدفها البعيد. فمواعيد الله غير مختصَّةٍ بأفراد مِن البشر فقط، بل بأجيالٍ عديدةٍ. ومتانة الإيمان والرَّجاء لا تتحقَّق في الآباء وحدهم، بل في الأولاد والأحفاد أيضاً. وهذا هو الإيمان الحقُّ الذي لا يرضى عن النَّقائص فينا وحولنا، بل يطمح إلى الكمال الآتي في سبيل البركة القويَّة.
2- أخطأ يعقوب في حياته كثيراً، وتصارع مع ملاك الرَّب، واختبر غفران خطاياه، وتعجَّب مِن رحمة الله، وعاش مِن نعمته. هكذا نقل اختبار القوَّة الإلهيَّة إلى حفيدَيه بِوَاسِطَةِ بركته، كي ينتقل انتصار الله إليهما بِوَاسِطَةِ البركة الإلهيَّة.
وكانت عصا يعقوب رمزاً لحياته الرَّحالة، فلم يتركها مِن يده في ساعة الموت، لأنَّه أراد تكميل رحلته حتَّى وصوله إلى الله؛وآمَن بالمدينة المعدَّة للمؤمنين. وهكذا كانت رأس عصاه متَّجهةً إلى فوق. وطلب يعقوب إلى الله أن تُرافقه المَلاَئِكَة حتَّى آخر مراحل طريقه.
3- وأراد يوسف، وزيرُ فرعون، ألاَّ يُدفَن في أراضي مصر، بل أن يكون قبره مع آبائه في بلاد الموعد. فآمَن كلَّ الإيمان بإتمام هذا الرَّجاء، حتَّى إنَّه أعطى أمراً قُبَيْل موته عن الموضع الذي رغب أن يُدفَن فيه، رغم أنَّه لم يكن مالكاً أرضاً هناك.
وهكذا نقل آباء الإيمان الرَّجاء مِن واحدٍ إلى آخر، مواجهين الموت، كما يُعطي الرِّياضيون في السِّباق الخشبة مِن يدٍ إلى يدٍ. فلم يصل الأقدمون إلى هدف حياتهم، ولكنَّهم شهدوا مؤمنين أنَّ الموت ليس آخر شيءٍ في الحياة، وليس هو حدود الكون، بل إنَّ الرَّجاء يغلبه حتماً.
والعجيب المدهِش في بركة الآباء أنَّهم أعطوا خلفاءهم ملكاً لم يكونوا هم مالكيه بعد. فأوصوا لأولادهم إرثاً، ليس كأمنيةٍ فقط، بل كان يقيناً قويّاً بِوَاسِطَةِ كلمات البركة. هكذا تمسَّكوا بوعد الله، حتَّى أصبح إيمانهم عاملاً بعد موتهم أيضاً.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْعُ المسيح، نَشْكُرُكَ مِن صميم قلوبنا لأنَّك منحتنا الإيمان الحق، وأوقدتَ فينا نار الرَّجاء. نؤمن بأنَّك ستُكمل بركتك فينا، وفي أولادنا، وفي أعدائنا، وفي جميع القِدِّيْسِيْنَ الرَّاقدين الذين نالوا الحياة الأبديَّة بِوَاسِطَةِ إيمانهم بك.
السُّؤَال
ماذا تعني عمليَّة البركة عند آباء الإيمان؟