Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
11:5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ وَلَمْ يُوجَدْ لأَِنَّ اللهَ نَقَلَهُ. إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.6وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ لأَِنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ وَأَنَّهُ يَجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.


وُجد فِيْ العَهْدِ القَدِيْمِ أشخاصٌ أضاءوا كنجومٍ ساطعةٍ ليلَ البشريَّة الدَّامس. كان أخنوخ رجل الله، وهو لم يسقط في عبوديَّة الخطيَّة رغم أنَّه ورث طبيعة جدَّيهِ الخاطئين آدم وحوَّاء، طبيعة الكبرياء والعصيان. ولأنَّه تجاوب وبركة الرَّب الغالبة جسده عاش حسب الرُّوْح القُدُس، وسلك في إرشاده. وهكذا بقي أخنوخ رجلاً حسب قلب الله، وخيَّمت عليه مسرَّته وسط الخليقة السَّاقطة.
ويُرينا الوَاعِظ أنَّ أخنوخ وجد القدرة على سلوك درب القداسة بإيمانه الحقيقي. فالإيمان ليس مرافقاً للأعمال الصَّالحة أو نابعاً منها، بل هو على العكس نابعٌ مِن تأصُّل النَّفس في الله. وهكذا يأتي الإيمان تلقائيّاً بأعمالٍ صالحةٍ.
والعلاقة بين الله وأخنوخ تبلورَت بالمحبَّة والرَّجاء حتَّى إنَّ العليَّ كلَّم عبده مباشرةً، وأعلن له الأمور المستقبَلة. فتيقَّن أخنوخ أنَّ ربَّه يُريد اختطافه عمَّا قريبٍ إلى مجده. فاتَّضحَت لنا حقيقة الاختطاف واشتياق الله إلى الشَّركة مع أناسٍ قدِّيسين في سيرة هذا الرَّجل البارز. وهكذا سيخطف المسيح الثَّابتين في الإيمان الحيِّ الحاملين شهادة الرُّوْح القُدُس في أنفسهم والنَّاقلين هذه الشَّهادة إلى الآخرين.
فالفضائل الرُّوحية كلُّها لا تنبع إلاَّ مِن الإيمان الثَّابت. وَهَذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ إِيمَانُنَا.
بدون إيمان لا يُمكننا إرضاء الله. وتتمُّ عمليَّة الإيمان في مركز شعورنا المخلوق ليخضع طوعاً لكلمة الله، ويثق بفرحٍ في إعلان الوحي. فالذي لا يؤمن بالله يكون مريضاً ويعيش عكس الطَّبيعة. إنَّ الذي لا يطلب ربَّه هو شرِّيرٌ في نيَّاته كلِّها. فالطَّبقة الأساسيَّة لإيماننا هي التَّيقن بوجود الله. ونجد في الطَّبيعة ألف مليون دليل لوجود الله. ونقرأ في الكتب المقدَّسة كلماتٍ واضحةً. ولكنَّنا لا نعترف بأنَّ لا إنسان يستطيع أن يُبرهن لك وجود الله. لأنَّنا لو استطعنا ذلك لما كانت ثمَّة حاجةٌ للإيمان، ولأصبحَت عقولنا فوقه. معاذ الله!
فالإيمان يبدأ بالإيقان بوجود الله. طوبى لك إن كان لك والدان مؤمنان زرَعا بذرة الإيمان في قلبك وأنت صغيرٌ، فتكون قد كسبتَ كنزاً عظيماً. إنَّ الناس الذين لا يؤمنون بوجود الله كلَّهم مساكين، وقلوب متحجِّرة، ووجوههم كئيبة.
ولكن مَن يطلب الله سيجده، لأنَّه يقول: "تَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ". انظر يا أخي إلى رجال الله القِدِّيْسِيْنَ كيف يثبتون في المحبَّة والتَّواضع، واعلم أنَّ قوَّة المسيح تُغيِّر الأنانيِّين إلى خدَّام مسرورين. فبِوَاسِطَةِ هذه المعرفة يسهل عليك الإيمان بالله. قارن الذين يعيشون في المسيح بهؤلاء الذين لا يعرفونه مخلِّصاً فتفهم سريعاً أنَّ المسيح هو المنتصر والقادر أن يُغيِّر الناس. إنَّه لا يرفض مَن يأتي إليه، وهو مستعدٌّ أن يباركك ويُجدِّدك لتصبح شهادةً حيَّةً لكيانه، فيتعلَّم كثيرون الإيمان مِن سيرة حياتك، كما قال الرَّب: "فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ".

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ الإله، نُعظِّمك لأنَّك أكَّدْتَ لنا بِوَاسِطَةِ روحك القُدُّوْس أنَّك حيٌّ كائنٌ موجودٌ، وبِوَاسِطَةِ إِنْجِيْلك دعوتَني إلى الإيمان بك والسُّلوك في محبَّتك شهادةً لكثيرين ودليلاً على وجودك. ثبِّتْني في محبَّتك وتطبيق كلمتك، كي يترك كثيرون الكفر والشُّكوك وينالوا بِوَاسِطَةِ إيمانهم الحياة الأبديَّة.
السُّؤَال
ما هي علاقة الإيمان بالسُّلوك؟