Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
9:6ثُمَّ إِذْ صَارَتْ هَذِهِ مُهَيَّأَةً هَكَذَا يَدْخُلُ الْكَهَنَةُ إِلَى الْمَسْكَنِ الأَوَّلِ كُلَّ حِينٍ صَانِعِينَ الْخِدْمَةَ.7وَأَمَّا إِلَى الثَّانِي فَرَئِيسُ الْكَهَنَةِ فَقَطْ مَرَّةً فِي السَّنَةِ لَيْسَ بِلاَ دَمٍ يُقَدِّمُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ جَهَالاَتِ الشَّعْبِ8مُعْلِنًا الرُّوْح القُدُس بِهَذَا أَنَّ طَرِيقَ الأَقْدَاسِ لَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَا دَامَ الْمَسْكَنُ الأَوَّلُ لَهُ إِقَامَةٌ9الَّذِي هُوَ رَمْزٌ لِلْوَقْتِ الْحَاضِرِ الَّذِي فِيهِ تُقَدَّمُ قَرَابِينُ وَذَبَائِحُ لاَ يُمْكِنُ مِنْ جِهَةِ الضَّمِيرِ أَنْ تُكَمِّلَ الَّذِي يَخْدُمُ10وَهِيَ قَائِمَةٌ بِأَطْعِمَةٍ وَأَشْرِبَةٍ وَغَسَلاَتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَفَرَائِضَ جَسَدِيَّةٍ فَقَطْ مَوْضُوعَةٍ إِلَى وَقْتِ الإِصْلاَحِ.


بعدَما وصف الكَاتِب "مسكن الله" فِيْ العَهْدِ القَدِيْمِ، يشرح لنا الآن نظام طقوس العبادة الكَهَنُوْتيَّة التي كانت في الماضي:
1- يتقدَّم الكهنة كلَّ يومٍ إلى القدس في الخيمة، وهي الدَّار التَّمهيديَّة لقدس الأقداس. وكانوا يحرصون على إبقاء المصابيح موقَدةً والجمر مشتعلاً على الدَّوام، رمزاً لدوام الشُّكر والحمد لله، كما فعل زكريا أبو يُوْحَنَّا المعمدان آنَذَاكَ في الهيكل. ويُجدِّد الكهنة أيضاً الخبز يوميّاً رمزاً لطلبة الشَّعب لأجل الخبز اليوميِّ، وشُكراً لكلِّ غذاءٍ ممنوحٍ لهم.
2- لم يكن أحدٌ يدخل قدس الأقداس غير رئيس الكهنة، ولمرَّةٍ واحدةٍ في السَّنة فقط، في يوم الكفَّارة الكبير (لاويين 16) للتَّكفير عن ذنوب الشَّعب غير المقصودة وخطاياه غير المعروفة. أمَّا الذُّنوب المقصودة والخطايا المعروفة فلا يُكفِّر عنها. وكانت هذه الأخيرة تستوجب كلُّ منها تقديم ذبيحةٍ معيَّنةٍ للتَّكفير عنها. ولكنْ حتَّى لا تبقى أيّ خطيَّةٍ صغيرةٍ غير معروفةٍ فاصلةً بين الله والأُمَّة وُجِد يوم الكفَّارة العظيم الذي تتمُّ فيه المصالحة العامَّة المُطْلقَة لسنةٍ واحدةٍ فقط. وكان رئيس الكهنة يرشُّ الدَّم المسفوك، في هذه المناسبة، على الشَّعب وعلى نفسه أيضاً، لأنَّه إنسانٌ مولودٌ مِن أبوَين خاطئَين، وهو غير مستحقٍّ المثول أمام الله، إلاَّ تحت رشِّ الدَّم.
3- أمَّا الحجاب بين القدس وقدس الأقداس فهو أوضح رمزٍ لكنيسة المسيح. لم يمنح العهد القديم شركةً حقيقيَّةً مع الله الذي بقي مستتراً مخيفاً قُدُّوْساً لا يمكن التَّقدُّم إليه. ولكنَّ محبَّة الله اندفعَت إلينا بِوَاسِطَةِ يسوع المسيح وروحه القُدُّوْس لتتمَّ الشَّركة الحقيقيَّة بيننا وبينه. فانشقَّ الحجاب، بموت المسيح، رمزاً لإبطال العهد القديم وانفتاح الطَّريق إلى الله. وابتدأ أمرٌ جديدٌ.
4- ما هو الجديد الذي يَفْضُلُ العهدَ القديم؟ كانت العطايا والذَّبائح التي تُقدَّم بِوَاسِطَةِ الكهنة كلُّها غير قادرةٍ على تغيير ضمائر التَّائبين أو تجديدهم أو تأكيد غفرانهم. فكانت الشُّكوك تغزو قلوبهم. وحتَّى الكهنة لم يتطهَّروا بِوَاسِطَةِ ذبائحهم تطهُّراً كاملاً، بل كانوا يحتاجون دائماً إلى ذبائح لأجل تقديس ذواتهم. وهكذا بدَت الخيمة الأولى وطقوسها وذبائحها والكهنة أيضاً أمثلةً وأدلَّةً على تطهيرٍِ أعظم وتبريرٍ مؤبَّدٍ بِيَسُوْعَ المسيح.
5- سمَّى كَاتِب الرِّسَالَةِ جميع الطُّقوس والأنظمة المتعلِّقة بتطهير المأكولات وتحريم المشروبات والوضوء قبل الصَّلاَة "أحكاماً دنيويَّةً للجسد" لا تصدر مِن الله مباشَرةً، ولا يسري مفعولها إلاَّ إلى أوان مصالحةٍ أفضل، وظهور ابن الله حَمَلاً مُضحِّياً. وهكذا ظهر الكَهَنُوْت كلُّه فِيْ العَهْدِ القَدِيْمِ وطقوسه مقدّمةً لخدمة المسيح الكاملة كرئيس الكهنة الذي صالح الله مع الناس مرَّةً واحدةً، وأكمل بمصالحته الأنظمة القديمة وأبطلها نهائيّاً.

الصَّلَاة
نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ المسيح لأنَّك لم تمنعنا مِن دخول قدس الأقداس، أو تفرض علينا الوضوء والمحرَّمات في الأكل والشُّرب، بل غفرتَ آثامنا كلَّها، ومنحتَنا ضميراً مطهَّراً، وغرستَ فينا حياة محبَّتك. نَسْجُدُ لَكَ ونطلب تحقيق ذبيحتك لجميع الناس.
السُّؤَال
ماذا يعني الحجاب بين القدس وقدس الأقداس، وماذا نفهم مِن انشقاقه عند موت المسيح؟