اغتاظ بعض أعضاء المجلس مِن نبوَّة قَيَاْفَا الجافَّة غير المستساغة، لأنَّهم كانوا يعطفون على يَسُوع. أمَّا الأكثريّة ففرحوا، ظانين أنَّ الله قد أنزل، على لسان قَيَاْفَا، حُكمَه العادل على المُضلِّ بالقتل لخلاص الأمَّة. فانقاد المجلس بالإجماع إلى هذه النبوَّة المزعومة، ووافقوا على اقتراح قَيَاْفَا قتل يَسُوع حالاً. ولعلَّ بعض الحضور مِن المستقيمين احتجّوا، ولكنَّ احتجاجهم لم يُسمَع، لأنَّ قَيَاْفَا الماكر قاد الأكثريَّة إلى إقرار خطَّة لقتل يَسُوع، فقرَّروا تنفيذ هذا القتل سرّاً، خشية اندلاع ثورةٍ واضطراباتٍ بين الشَّعب.
وسمع يَسُوع بهذه الخطَّة، ولعلَّه أدركها ببصيرته الإلهيَّة، فغادر منطقة نفوذ المجلس اليهودي فوراً، واتَّجه إلى الشَِّمال من وادي الأردن، شرقي نابلس، منتظراً مع تلاميذه ساعة ذبيحته وقيامته.
وأصبحت ساحة المعركة واضحةً. فخصومته مع الكهنة منذ تطهيره الهيكل، وخصومته مع النَّامُوْسِيِّيْنَ منذ شفائه المريض يوم السَّبت، بلغتا الذُّروة بإقامته لِعَاْزَر من الموت. ولذلك عزم رؤساء الشعب على قتل فاعل الخير هذا حالاً.
أَخِي العَزِيْز، هل أدركتَ أنَّ المَسِيْح هو النور؟ هل نوَّر إِنْجِيْله عقلك وجدَّد قلبك؟ هل حلَّت حياته الأَبَدِيّة فيك، وقادك روحه القُدُّوْس إلى التَّوبة والاعتراف بخطاياك، وأوجد الإيمان فيك، مباركاً ومُقدِّساً إيَّاك؟ افتح قلبك ودع روح المَسِيْح يجذبك، مسلِّماً حياتك ومستقبلك له، كيلا توافق بغير وعيٍ مع أعداء يَسُوع على حُكمهم عليه، بل تنضمّ إلى تلاميذه، وتعرف القُدُّوْس، حتَّى تعترف قائلاً: "وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً."