Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
12:42وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَيْضاً غَيْرَ أَنَّهُمْ لِسَبَبِ الْفَرِّيْسِيِّيْنَ لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ لِئَلاَّ يَصِيرُوا خَارِجَ الْمَجْمَعِ.43لأَِنَّهُمْ أَحَبُّوا مَجْدَ النَّاس أَكْثَرَ مِنْ مَجْدِ اللَّهِ


كان يُوْحَنَّا البشير معروفاً في عشيرة رَئِيْس الكَهَنَة (18: 15). وهو يُخبرنا أنَّ بعض الوجهاء قد آمنوا بيَسُوع، على الرَّغم مِن قيام قادة الشِّعب بإبعاد جماهير الشَّعب عن يَسُوع، فهؤلاء الوجهاء أدركوا أنَّ الله معه، وأنَّ كلامه ممتلئٌ قوَّةً وحَقّاً.
ومِن الغريب أنَّ هؤلاء المؤمنين الَّذين كانوا على الأغلب مِن أعضاء المجلس الأعلى لم يَشهدوا ليَسُوع علانيةً، بل وافقوا على قتله، رغم إيمانهم به. وهذه جريمةٌ نكراء لا يستطيع العقل تبريرها، بل هي قمَّة المراءاة وانعدام الضَّمير في مجتمعٍ موبوءٍ تسوده العنصريَّة البغيضة، والتَّعصُّب الأعمى.
لماذا وافق هؤلاء الوجهاء على قرارٍ يُخالف ضمائرهم؟ لقد خافوا مِن الفَرِّيْسِيِّيْنَ النَّامُوْسِيِّيْنَ. ولم يجدوا في أنفسهم القدرة على تمزيق أحكامهم الضَّيقة، فرأوا أنَّ المحافظة على سلامتهم والإبقاء على شعبيَّتهم خيرٌ لهم مِن إعلان الحقِّ والذَّود عن إيمانهم. وكان الفَرِّيْسِيُّوْنَ قد هدَّدوا أهل القدس بطرد كلِّ مَن يؤيِّد يَسُوع مِن الأمَّة وحرمانه مِن حقوقه المدنيَّة. فكان هؤلاء النوَّاب مُهدَّدين بفقدانهم كلَّ نفوذٍ أو مركزٍ لهم، ليُصبحوا مُضطهَدين ومُلاحَقين. لأنَّ مَن يُقطَع مِن شعبه، لم يكن يحقُّ له أن يشتري أو يبيع، ولا أن يتزوَّج، ولا أن يُصلِّي مع جماعته؛ بل كان يُعتبر كالأبرص نجساً وملوِّثاً للمجتمع.
لماذا لم يعترف ممثِّلو الشعب ووجوهه هؤلاء بالحقيقة رغم إيمانهم بها سِرّاً؟ ولماذا خانوا ضميرهم ويقينهم؟ لأنَّهم فضَّلوا تكريم النَّاس لهم على تكريم الله لهم. كانوا يُحبُّون أن يتبختروا كالطواويس أمام النَّاس ليُصفِّقوا لهم ويُحيُّوهم في الأسواق. فلم يُحبُّوا إرضاء الله، بل أحبّوا إرضاء أنفسهم.
ويلٌ لمَن يؤمن بيَسُوع سِرّاً فقط، ويتظاهر أمام النَّاس بأنَّه لا يعرفه. فهذا الإنسان يستحي بربِّه، ويُنكره في السَّاعة الحاسمة، لأنَّه يُفضِّل سلامته الشَّخصية وسمعته بين النَّاس على إكرام الله وحمايته له. فاعترِف بربِّك ومُخلِّصك علانيةً، وثِق بأنَّه سيُرشدك إلى الصَّواب حسب مسرَّته الصَّالِحة.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، نشكرك لأنَّك ثبتَّ أَمِيْناً لشهادتك، ولم تُنكر أباك. نسجد لك لأنَّك أكرمتَ أباك سرّاً وعلانيةً، دون أن تخشى لومة لائمٍ. نُحبُّك ونسجد لك لأنَّك دفعتَ ثمن الحقّ بدمائك الزَّكية الطَّاهرة. علِّمنا التواضع والحكمة، فنعترف باسمك جهراً، ولا نُنكرك برياءٍ أمام النَّاس، بل نُمجِّدك في القول والفعل والصَّلاَة.
السُّؤَال
لماذا أنكر وجهاء اليهود يَسُوع، على الرَّغم مِن إيمانهم به؟