Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
12:46أَنَا قَدْ جِئْتُ نُوراً إِلَى الْعَالَمِ حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ.47وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ. لأَِنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ.48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلاَمُ الَّذي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ.


تفشَّى وباءٌ خطيرٌ في إحدى القرى الواقعة في أدغال أفريقيا الوسطى، وصار النَّاس يتقلَّبون في أكواخهم في معاناةٍ مريرةٍ مِن الحُمَّى. وأدرك الطبيب الَّذي هرع إلى تلك القرية أنَّ جراثيم هذا المرض تضمحلُّ وتموت إن مشى المريض في أشعَّة الشَّمس. فصرخ في الصَّباح المُشرق: "اخرجوا مِن أكواخكم المُظلمة، لتشفوا جميعاً. فالجراثيم تموت حالاً في الشَّمس". وهكذا خرج كثيرون إلى النُّور، فشفوا حقّاً. أمَّا الباقون الَّذين لم يُصدِّقوا الطبيب لشدَّة آلامهم، فبقوا في أكواخهم المُظلمة. وعشيَّة ذلك اليوم نفسه، تبيَّن أنَّ الَّذين مشوا في الشمس شفوا كلّهم، أمَّا الَّذين بقوا في أكواخ الموت فقد ماتوا جميعاً. وقد تمكَّن الطبيب وبعض الَّذين شفوا مِن رؤية عدد مِن هؤلاء الَّذين بقوا في أكواخ الموت، وسألوهم: "لماذا لم تخرجوا إلى نور الشَّمس؟"، فأجابوا قائلين: "ويلٌ لنا، لأنَّنا لم نُصدِّق كلام الطبيب الَّذي بدا لنا ساذجاً. وقد كُنَّا مرضى ومُرهَقين بالحُمَّى". فقال لهم الطبيب: "فأنتم إذاً تموتون ليس بسبب الوباء، بل لأنَّكم لم تُصدِّقوا كلامي".
يوضِح هذا المثل لك قصد المَسِيْح وقوَّته. فهو شمس البِرِّ الَّذي يُشرق فوق ظلام الخطيئة، طارداً كلَّ أسبابها وجراثيمها. وهو الغالب جميع قوى الشَّر. فمَن يَدخل نورَه العجيب يخلص. وليست للمَسِيْح غايةٌ أخرى سوى تخليص النَّاس مِن الخطيئة والموت والشَّيْطَان والدَّيْنُونَة. وكلمته قادرةٌ أن تُحرِّرنا مِن جميع القوى الهدَّامة والمُهلكة. فمَن يسمع كلامه، ويثق ويؤمن به، ويأتِ إليه، ويُطيعه، يحيا إلى الأبد، ولا تكون للموت أيُّ سلطةٍ عليه.
أمَّا الَّذي يسمع كلامه، ولا يحفظه في قلبه، فيغرَق في خطاياه، ويتقدَّم إلى الدَّيْنُونَة والظُّلمة الخارجيَّة، ويتدحرج في عيوبه، ويسقط في يوم غضب الله في الهلاك اللانهائي. فلن يسأله الدَّيان القُدُّوْس: "لماذا أخطَأتَ؟" بل "لماذا لم تؤمِن بكلام مُخلِّصك؟" وهكذا يدين الإِنْجِيْل غيَر المؤمِن ويصير سبباً لهلاكه. فهل قبلتَ يَسُوع مُخلِّصاً لك؟ هل تحفظ كلامه غيباً في ذاكرتك، وتُردِّده بعزمٍ في قلبك؟