Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
14:28سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَِنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ. لأَِنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.29وَقُلْتُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتى كَانَ تُؤْمِنُونَ.30لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضاً مَعَكُمْ كَثِيراً لأَِنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ.31وَلَكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هَكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ هَهُنَا


كان التَّلاَمِيْذ مضطربين في قلوبهم، لأنَّ ربَّهم كرَّر قوله بأنَّه سيفارقهم، وودَّعهم رسميّاً. فدنت ساعة الفراق. أجل لقد أثبت يَسُوع مرَّةً أخرى أنَّه ذاهبٌ. ولكنَّه أكَّد لهم في الوقت نفسه أنَّه سيرجع، وقال لهم: "افرحوا. إنِّي أترككم لأنِّي ذاهبٌ إلى الآب. افرحوا لأنِّي أعود إلى وطني الأصلي. لا أضع عليكم شيئاً مِن آلام الصَّلِيْب، بل أُحرِّركم مِن خوف القبر. وكلامي لكم هو عن اتِّحادكم بالآب. لو أحببتموني لفرحتم برجوعي إلى السَّماء. ينبغي أن أُمجِّد الآب بموتي وقيامتي. فأنا أعتبره أعظم منِّي، وأُحبُّه مِن كلِّ قلبي. وكذلك محبَّتي لكم لا نهاية لها. ولسوف آتي إليكم في روح أبي.
رسم يَسُوع صورةً كبيرةً للآب في أذهان التَّلاَمِيْذ، كي يُدركوه ويتمسَّكوا به مباشرةً، ويستعدُّوا للانفصال عن معلِّمهم الذي بات قاب قوسَين أو أدنى مِن الرَّحيل بعيداً عنهم. لقد شاء المَسِيْح أن يُذكِّر التَّلاَمِيْذ أنَّ الله ليس ضدَّه، بل هو ذاهبٌ إليه مباشرةً. فالسلام بين المَسِيْح وأبيه أَبَدِيّ، ولذلك سيجذبه الآب إليه بعد موته.
كان الصراع الجوهري لا يزال أمام يَسُوع. فأقبل الشَّيْطَان إليه ليُجرِّبه في ساعات صلبه، لعلَّه يتمكَّن مِن إبطال إيمانه ومحبَّته ورجائه، فيسقط المصلوب في خَطِيئة الكفر والبغضة واليأس، وتبطل بالتالي تضحيته ويبطل الصَّلِيْب أيضاً. ولكنَّ الابن مات عن فخره وحساسيته، وأكرم الآب وحده، واتَّضع جدّاً، وأحبَّ مصدره بكلٍِّ أفكاره وقواه وإرادته. فأتمَّ يَسُوع وحده الوصيَّة الأساسيَّة في العهدين القديم والجديد. أمَّا تلاميذه، فأحبُّوا ذواتهم، وخافوا على سلامتهم وأمانهم، ولم يفهموا طُرُق الله.
علم يَسُوع ألاَّ فائدة تُرجى مِن المزيد مِن الكلام. فقام ليعمل ما أمره الآب به، وهو فداء العالم على الصَّلِيْب، كي يحلَّ في تلاميذه روح الحقّ. ولكنَّ هذا الفداء لم يخصّ التَّلاَمِيْذ وحدهم، بل العالم أجمع. لقد أراد يَسُوع أن يُدرك كلُّ إنسانٍ محبَّته غير المحدودة لله، لأنَّ هذه المَحَبَّة هي الدَّافع للخلاص وسرّ الكون.
وهكذا غادر يَسُوع مع أتباعه الأمناء العُلِّيَّة، غرفة قَطْع العهد الجديد، إلى ظلام الليل الدَّامس، نازلاً إلى وادي قدرون، وصاعداً منه إلى جبل الزيتون، باتِّجاه بستان جَثْسَيْمَانِي، حيث كان الخائن متربِّصاً.

الصَّلَاة
نشكرك أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع لأجل سلامك. لقد طهَّرْتَ قلوبَنا ورحمتَنا. اغفر لنا كلَّ اضطرابٍ وهمٍّ وخوفٍ ويأسٍ في أمواج البغضة والحروب والجوع والفساد. نشكرك لأنَّك أرسلتَ إلينا روحك القُدُّوْس كي نثبت في سلامك. ونسألك أن تجعل هذا الرُّوْح المُعزِّي يُذكِّرنا في ساعات التَّجربة بكلامك القوي، فلا نقع في خَطِيئة عدم الإيمان، ولا في كفر اليأس، بل ننظر إليك مُصَلِّين برجاءٍ، وصابرين في سرورٍ. نشكرك لأنَّك جعلتَ طريقنا عودةً إلى الآب. ونسجد لك يا حَمَل الله القُدُّوْس، لأنَّك أعدَدْتَ لنا منازل في بيت أبيك.
السُّؤَال
ما هو سلام يَسُوع؟