Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
15:14أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ.15لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً لأَِنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ. لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَِنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.


يُسمِّيك المَسِيْح حبيبه الشَّخصي. قد تكون منعزلاً في حياتك أو انعزاليّاً، وليس لك صديقٌ. فانظر إلى يَسُوع. لقد مات مِن أجلك، ويعيش لك. هو أعزُّ صديقٍ أمينٍ لك، ومستعدٌّ دائماً لمساعدتك. ويفهم صميم أفكارك. ولكنَّه ينتظر منك أن تتجاوب وصداقته. وشرط الثَّبات في صداقته هو أن نُحب الجميع كما يُحبُّهم هو. فليس ممكناً أن يظلَّ خصمان في خصومتهما، وهما في الوقت نفسه يُسمِّيان أنفسهما حبيبَي المَسِيْح. فصداقة المَسِيْح ساميةٌ تُعْلِي مِن شأننا، وترفعنا إلى مستوى صداقته. ولكنَّه يطلب مِنَّا في المقابل أن نُحبَّ بعضنا بعضاً كما يُحبُّنا هو.
وقد سمَّانا ابن الله أحبَّاءه. فربُّ الأرباب وملك الملوك ينحني إلينا، ويُكلِّمنا شخصيّاً. لا شكَّ أنَّنا نخصُّه، فهو خلقَنا، وله الحقُّ أن يُعاملنا كعبيدٍ. ولكنَّه حرَّرنا مِن ربقة العبودية، ورفعَنا إليه، ودعانا أحبَّاءه. وسرُّ هذا التَّحرير، هو أن يُخبرنا ويُطلعنا على أَعْمَاله الإلهية، فلا يتركنا جهالاً، بل يجعلنا متعلِّمين. فماذا يُعلِّمنا؟ لا شكَّ أنَّه لا يُعلِّمنا الكيمياء، أو الفيزياء، أو الرِّياضيات، بل يُعلن لنا اسم الآب، وقوَّة الصَّلِيْب، ومحبَّة الرُّوْح القُدُس. فهو بإعلانه أسرار وحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس، يُعلن لنا جميع الحقائق والخفايا السَّرمدية الَّتي استودعها أبوه بين يديه ليُعلنها للبشر. فلا يريد المَسِيْح أن يبقى أذكى منَّا، بل يمنحنا كلَّ معرفته، إذ نحب بعضنا بعضاً. فصداقته عظيمةٌ حتَّى إنَّه لا يُشركنا في عمله وفضله وكرامته وقوته وحياته فحسب، بل يجتذبنا أيضاً إليه، كي نصبح نحن عبيد الخطيئة، أولادَ الله الأحبَّاء.