Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
15:9اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي.10إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ.


يُحذِّرك المَسِيْح قائلاً: "لا تنفصل عن محبَّتي. ماذا تنتظر مِن التكنولوجيا والدِّعاية والفلسفة والاتّكال على البشر والاتصال بالأرواح؟ إنِّي أُحبُّك، وأشتاق إليك، وأرغب في رؤية الدليل على محبَّتك لي. أين صلواتك؟ هل هي بمثابة اتصالات هاتفيةٍ بالسَّماء؟ أين تبرُّعاتك للمحتاجين وتضحياتك لقاء ما صنعه المُخلِّص لك؟ هل استطاعت محبَّتي أن تؤجِّج نار فرح الخدمة فيك، أم إنَّ البغضة والحساسية المرهفة تنقلان إليك عدوى الحقد والرغبة في الانتقام؟
إنِّي أحثُّكم على أَعْمَال الخير والصلاح والمَحَبَّة واللطف والقداسة. فاثبتوا في محبَّتي، والرُّوْح القُدُس يدفعكم إلى عمل الخير، كما الله لا يفعل إلاَّ الخير على الدَّوام."
إنَّ الخطيئة هي ألاَّ نُحب كما يُحب الله. فالمَسِيْح يريد أن يرفعنا إلى مستوى رحمة الله: "كونوا رحماء كما أنَّ أباكم هو رحيمٌ". والمَسِيْح لا يكلُّ مِن جذب قلوبنا، كي نعمل ما يعمله الله. قد تقول إنَّ هذا الأمر مستحيلٌ. فنقول لك إنَّك على صوابٍ إن كان الموضوع ضمن إطار فكرك البشري. ولكنَّك لم تفهم بعد ما الَّذي يريده المَسِيْح، وما الَّذي يستطيع أن يعمله فيك. إنَّه يسكب روحه في قلبك كي تُحبَّ كما يحبّ هو. ويقول بولس في هذا الرُّوْح: "أستطيع كلَّ شيءٍ في المَسِيْح الَّذي يُقوِّيني". فالمَحَبَّة هي لبُّ سلطان المَسِيْح.
وقد شهد يَسُوع بكلِّ تواضعٍ أنَّه لم يتجاوز مشيئة أبيه يوماً، ولم يخرج عليها قطّ، بل ثبت في محبَّته دائماً. فمِن سيرة يَسُوع نعلم أنَّ جميع الأَعْمَال، بما فيها الحروب والاختراعات والتَّطورات، ليست مشيئة الله بالدَّرجة الأولى، لأنَّ أبانا لا يشاء تغيير الأوضاع الاجتماعيَّة بقَدْر ما يشاء إصلاح الإنسان نفسه. فالبشر بدون تغيير جذري يزدادون شرّاً بواسطة الاختراعات التكنولوجية الَّتي تلعب دوراً كبيراً في تعجيل قدوم ذلك الهول العَظِيْم الَّذي يستطيع إبادة الكرة الأرضية كلّها بضربةٍ واحدةٍ.
ولكنَّ المَسِيْح أوجد فينا السَّلام مع الله، والصَّلاَة في الرُّوْح القُدُس، وخدمة المَحَبَّة، وصبر الرَّحمة. فبنى السَّماء على الأرض، وثبت في محبّة أبيه.