Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
16:33قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ. وَلَكِنْ ثِقُوا. أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ


اختصر يَسُوع كلماته الوداعيَّة بتعزيةٍ كُبرى لجميع المَسِيْحيِّين، وكأنَّه يقول لهم: "لقد عشتُ معكم زماناً، وعلَّمتكم أنَّ السلام الإلهي سيملأ قلوبكم. لا سلام لغير المؤمنين. أنا الابن قد غفرت قلوبكم، وطهَّرت صميم كيانكم. وها أنا أضع روح سلامي فيكم. فاثبتوا في كلامي. أنا بشخصي حاميكم، ولا حماية لكم بدوني. ومصالحتكم مع الله هي أساس هذا السَّلام. ليس لكم ضميرٌ صالحٌ بدون غفران خطاياكم بدمي. لقد خلَّصتكم وحلَّ روحي فيكم. وسلامي ليس خيالاً، بل حقيقة. أنا آتي لأعطيكم سلاماً، فاقبلوا سلامي وآمنوا بي. اطمئنُّوا رغم سلطة الشَّيْطَان والموت في العالم. وآمنوا بكلِّ جرأةٍ بأنَّ لكم سلاماً تامّاً في المَسِيْح، وهذا السَّلام لا يُفارقكم إلى الأبد".
"وسلامي هذا يُنشئ شركتكم. ففي حضوري لا يهيمن عليكم الحسد ولا الخصام ولا الشهوة ولا الاستكبار ولا النَّميمة، لأنَّ سلامي يُجرِّدكم مِن الأنانية، فتصبحوا متواضعين، مُعظِّمين الله، مُحبِّين للإخوة. لأنَّ إيمانكم بالصَّلِيْب يُنهي الكراهية والشَّتائم، ويُعلِّمكم أن تصغوا بعضكم إلى بعض. إنَّ محبِّتي هي سلامي، فاثبتوا في محبَّتي."
"ولا تظنُّوا أنَّ السَّلام ينتظركم في هذا العالم. بل تتربَّص بكم في هذه الدُّنيا الحيل والبغضاء والاضطهاد والمرض والمكر والخوف والموت. وسيُجرِّبكم الشَّيْطَان بمحرَّمات المتديِّنين المُرائين الَّذين يحاولون أن يوهموكم بأنَّكم تتقدَّسون أكثر بحفظ أحكام الناَّاموس (الشَّرِيْعَة)، فيُضايقونكم، وسيرفضكم النَّامُوْسِيُّونَ، ويهزأ بكم السَّطحيون. آلاف الأكاذيب والفلسفات ستُجرِّب إيمانكم, الاستكبار السُّفلي سيدنو منكم. فلا تُحبّوا المال، ولا تظنّوا أن الغنى يَضمنكم. العالم كلُّه خداعٌ. سيسرقون وقتكم حتَّى تُبدِّدوا قوَّة حياتكم باطلاً، فلا يبقى منكم إلاَّ خاطئٌ قد امتلأ عيوباً، وارتجف مِن الدَّيْنُونَة، هالكاً في غضب الله وساقطاً."
"حوِّلوا أنظاركم عن العالم، وانظروا إليَّ مليّاً. تفرَّسوا فيَّ، وتأمَّلوا حياتي، وافهموا كلامي. اعرفوا محبَّتي، واتبعوا تواضعي. اثبتوا في تضحيتي وإنكار ذاتي. أنا قد غلبتُ العالم. في ولادتي ضبط روحي إيقاعات جسدي وقيَّدها، وفي معموديَّتي رفعتُ ذنوب العالم. لم أوافق الشِّرير على تجربةٍ قَط، ولم أطلُب شيئاً لنفسي، بل ثبَتُّ حَمَل الله القُدُّوْس، فغلبتُ غضب الله ودينونته نهائيّاً، وقمتُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، لأنَّ الموت لم يتمكَّن منِّي بعد. فأنا في جوهري قُدُّوْس الله، الكامل المَحَبَّة. الآب فيَّ، ففيَّ ترَون الآب أمامكم بكلِّ جلاءٍ ووضوحٍ."
أَخِي العَزِيْز، هل استوعَبْتَ خطاب يَسُوع الوداعي؟ لقد ثبَّتك في شركة الآب، حتَّى ينسجم قلبك مع سلام المَسِيْح. إنَّ سلام المَسِيْح هو الحقيقة الجوهريَّة في حياة المؤمن. فالعالم يبقى شريراً ويُضايقك. ولكنَّ إيمانك بقاهر الموت والشَّيْطَان يُحرِّرك مِن غضب الله والعذاب الأَبَدِيّ. ومَن يؤمن بالمَسِيْح ينَل رحمة الله، لأنَّ الإيمان بالابن يُبرِّر المؤمن ويُقدِّسه، ويجعله ابناً لله.
هل ملأَتْكَ رسالة يَسُوع هذه؟ وهل حلَّ الرُّوْح القُدُس فيك، فتعترف معنا بفرحٍ قائلاً: "يَسُوع هو سلامنا، ولا سلام لنا إلاَّ به. لقد غلب العالم في قلبي، وإيماني بمحبَّته ثبَّتَني في وحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس. الآب هو أبي، والابن هو مخلِّصي، والرُّوْح القُدُس يسكن فيَّ. فالله الواحد حلَّ فيَّ، وأنا ثابتٌ فيه بالنِّعمة"؟

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، لقد ربِحْتَ قلبي، واشتريتَني خاصَّةً لك، وحفظتَني في حمايتك مِن مكايد إبليس، وأعتَقْتَني مِن سجن أكاذيبه. لقد وهبت لي الحياة الأَبَدِيّة، فلا أخشى الموت، لأنَّ اتِّكالي عليك. أشكرك لأنَّك أطفأتَ غضب الله حاملاً دينونتي وهلاكي. وفي محبَّتك أدركتُ الآب السماوي. احفظني في مشيئتك، واملأني بقوَّتك حتَّى أُمجِّدك مع جميع القدِّيسين، وأحمد الآب. اجعلني مُحبّاً لجميع أقربائي وإخوتي، ومسامحاً جميع النَّاس، وصانع سلام في هُداك. عليك اتِّكالي. أنت الظَّافر. تعال أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، فكلُّنا شوقٌ وانتظارٌ وحمدٌ وسرورٌ.
السُّؤَال
ما هي الأفكار الأربع الرَّئيسيَّة في مُجمَل كرازة يَسُوع؟