Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
17:3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيّةُ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيْقِيّ وَحْدَكَ وَيَسُوع الْمَسِيْح الَّذي أَرْسَلْتَهُ.


يُثبت الرُّوْح القُدُس مراراً ما قاله المَسِيْح عن الله: أنَّه أبوه وأبونا. فمَن يُدرك هذا السِّرَّ، ويؤمن به، ينَل الحياة الأبويَّة الأَبَدِيّة. فلا يوجد مفتاحٌ آخَر لمعرفة الله، إلاَّ في شخص يَسُوع المَسِيْح. فمَّن يرَ في الابن أبوَّة الآب، ويثق به، يتغيَّر إلى بنوَّته المقدَّسة. فالمعرفة البارزة في قول المَسِيْح ليس علماً فقط، بل كياناً وصيرورةً روحيَّةً. والله يُعيد صورته المجيدة في جميع المؤمنين بالمَسِيْح. فما هو جوهر هذه الصورة الإلهية؟ إنَّه المَحَبَّة والحق والعفَّة الَّتي يُحقِّقها الرُّوْح القُدُس في أولاد الله، وهي تمجيد الآب حيث تظهر فضائله فينا.
لقد أرسل اللهُ المَسِيْح إلى العالم، لكي يُدرك البشر، بواسطة سيرته وسلوكه وذبيحته، اللهَ في صفاته الحميدة. إنَّ الأديان كلَّها، بدون المَسِيْح المولود مِن الرُّوْح القُدُس، والمصلوب، والمقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، لا تعرف الله حقّاً. فالابن هو الرَّسُول الإلهي الكامل الَّذي يجمع السُّلطان والمَحَبَّة والقداسة في نفسه. وقد أعلن لنا الله حقّاً. وكلُّ ما عدا هذا الإعلان الإلهي مِن إلهامات وإيحاءات هو ناقصٌ. إن شئتَ أن تعرف الله الحَقِيْقِيّ، فما عليك إلاَّ أن تدرس يَسُوع المَسِيْح، لأنَّه مثاله الممسوح بملء الرُّوْح القُدُس. فالمَسِيْح، في كيانه، هو ملك الملوك، ورَئِيْس الكَهَنَة العَظِيْم، والنَّبي الكامل الَّذي هو في ذاته كلمة الله المتجسِّد.