Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
19:4فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً خَارِجاً وَقَالَ لَهُمْ هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً.5فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجاً وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوَانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ هُوَذَا الإِنْسَانُ.


كان بيلاطس قد بحث في ملفِّ يَسُوع، ووجد أنَّه بريءٌ. فخرج للمرَّة الثَّالِثة إلى رؤساء اليهود المرائين، وهو حريصٌ على ألاَّ يُغضبهم، بل يكسب ودَّهم، وشهد لهم مِن جديدٍ أنَّه لم يجد فيه علَّةً. وعمد إلى جلبه أمامهم وجهاً لوجهٍ، ليكشف الكذب ويُظهر الحقَّ.
فأتى بيَسُوع مدفوعاً مِن الجند، وآثار التَّعذيب والضَّرب والتَّمزيق ظاهرةٌ عليه، والدِّماء تسيل مِن أنحاء جسده، وعلى رأسه إكليل الشَّوك، وحول كتفيه الرِّداء الأرجوانيّ المُلطَّخ بدمه الزَّكي الكريم. هكذا وقف ملك الملوك وخالق الأكوان أمام مخلُوْقَاته بملابسهم الفخمة، بين الجدران والأعمدة المرمريَّة الصَّماء.
هل تستطيع أن تستحضر في ذهنك صورة حَمَل الله، رافع خَطِيئة العالم، ربّ المجد المجروح المتألِّم لأجلك، ولأجلي، ولأجل العالم كلِّه، الَّذي رفعنا باتِّضاعه وأحيانا بموته، هذا الملك العالي الشَّأن الَّذي صبر علينا صبراً كثيراً، ووقف أمام مُمثِّلي أمم العالم وشعوبه، مِن شرقيِّين وغربيِّين، مُستَهْزَأً به، ومظلوماً، ومتوَّجاً بالشَّوك؟ إنَّ جميع تيجان العالم، بجميع جواهرها المتلألئة، لا تُقاس بشيءٍ أمام تاج الشَّوك الملطَّخ بدم يَسُوع الثَّمين الَّذي طهَّر البشر مِن خطاياهم.
إنَّ بيلاطس، أغلظ النَّاس وأقساهم جميعاً، تأثر بصورة يَسُوع هذه، لأنَّه لم يرَ حقداً في وجهه، ولا سمع لعنةً مِن فمه. أمَّا يَسُوع فصمت بجلالٍ، وصلَّى في قلبه إلى أبيه، وبارك أعداءَه، وحمل خطايا مُبغِضيه. فنطق الوالي مضطرباً: "هُوَذَا الإِنْسَانُ"، وكأنَّه يقصد أن يقول: "إنَّ هذا هو الإنسان الفريد الَّذي يحمل صورة الله في جسده". فرحمته ورثاؤه كانا يشعَّان منه حتَّى وهو في خطر الموت. فأشرقت قداسته في ضعفه وجسده الممزَّق. لم يتألَّم يَسُوع البريء لأجل أيِّ إثمٍ فيه، بل لأجل خطيئتي وخطيئتك وخطايا البشر جميعاً.