Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
د: خوف بيلاطس مِن أُلُوْهِيَّة يَسُوع
(يوحنّا 19: 6- 12)
19:6فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا اصْلِبْهُ اصْلِبْهُ. قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ لأَِنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً.7أَجَابَهُ الْيَهُودُ لَنَا نَامُوسٌ وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ لأَِنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللَّهِ.


كانت ساعة الجلد والاستهزاء طويلةً، حتَّى إنَّ كثيراً مِن الجموع انفضّوا عن باب دار الولاية. أمَّا رؤساء الكهنة والشُّيوخ وخُدَّام الهيكل فلم يلينوا أو يتراجعوا، بل تربَّصوا حاقدين، وتعاهدوا على أن يطالبوا بِقَتل يَسُوع حالاً بصراخٍ وهياجٍ وشغبٍ كثيرٍ. وعندما أخرج بيلاطس يَسُوع أمامهم عظم غيظهم، وحتَّى الَّذين كانوا يميلون له رأوا أنَّ هذا المجلود ليس رجل الله، بل هو إنسانٌ بائسٌ قد تخلَّى الله عنه بسبب آثامه.
لقد سمح العليُّ للأمم النَّجسة أن تُمزِّقه، بدون أن يصنع معجزةً يُنقذ بها نفسه. فاعتبروا ضعفه برهاناً على ذنْبه، وعلى كذبه وضلاله وتجديفه. وطلبوا بصوتٍ واحدٍ مِن بيلاطس أن يقتله بأشنع وسيلةٍ للإعدام كانت مُخصَّصةً في ذلك العهد للمجرمين والعبيد الفارِّين. فأخرجوه بطلبتهم هذه مِن شركة أمَّتهم، وأسلموه إلى أحطِّ دركات العار.
كان بيلاطس في ذلك الوقت حريصاً كلَّ الحرص على عدم وقوع شغَب أو عصيان في أورشليم، كما كان في الوقت نفسه غير راغبٍ في التَّجنِّي والحُكم بالموت على إنسانٍ بريءٍ. ولكنَّه آثر مصلحته الشَّخصية على إحقاق الحقّ، ورغب في التَّخلص مِن هذا المأزق على نحوٍ يحفظ ماء وجهه، ويثبِّت مركزه في أورشليم، فقال لليهود: "خذوه واصلبوه. فأنا لن أُحاجَّكم، ولن أقول شيئاً. إنَّما مِن جهتي، أنا على يقينٍ مِن براءته". وهكذا اعترف بيلاطس للمرَّة الثَّالِثة جهراً بأنَّ يَسُوع بريءٌ وبلا لومٍ. فدان بفِعلته هذه نفسَه، لأنَّه لم يكن ليحقّ له أن يجلد بريئاً.
وكان اليهود آنئذٍ يعلمون أنَّ القانون الروماني لا يسمح لهم بقتل أحدٍ، وأنَّ بيلاطس قد ينقلب عليهم ويُعاقبهم إنْ هم فعلوا ذلك، على الرَّغم مِن كلامه المعسول لهم. وفي الوقت نفسه لا تتضمَّن النَّاموس (الشَّرِيْعَة) اليهودية أيَّ نصٍّ يتعلَّق بالصَّلب، لأنَّ اليهود كانوا يقتلون المجرمين رجماً بالحجارة بسبب طبيعة حياتهم في البرِّية حيث لا توجد أشجار لصنع الصُّلبان، بل حجارة كثيرة.
لقد قسَّت النَّاموس (الشَّرِيْعَة) قلوب اليهود، فأبغضوا يَسُوع لأنَّه أعلن لهم بنوَّته لله. فلو كان هذا الإنسان، الَّذي مزَّقت جسدَه السِّياط، ابن الله حقّاً، لأضاءَت حوله هالةٌ مِن المجد، وبدا مُشرقاً ساطعاً كملاكٍ. أمَّا وقد بدا كأيِّ مجرمٍ عاديٍّ نال نصيبه مِن الجَلد، فلا مجال لتصديق دعواه بأنَّه ابن الله. وكان شيوخ اليهود يعلمون أنَّه لو صدق زعم المَسِيْح بأنَّه ابن الله فِعلاً، لسَجدوا له. ولذلك طلبوا صلبه حالاً ليبرهنوا عدم ألوهيته بكلِّ ما قاساه مِن الألم والعذاب، ويتبرَّروا هم بالتالي بواسطة موته، ليس بدمه الكفاري، بل بصلبه الَّذي حظي بقبول أبيه.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، نشكرك لآلامك وعذابك واحتمالك السِّياط لأجلنا نحن المجرمين. نُسبِّحك لأجل صبرك ومحبَّتك وجلالك. أنت ملكنا. ساعدنا على أن نطيعك، وعلِّمنا أن نُبارك أعداءنا ونرحم مُبغضينا. نحمدك لأنَّ دمك يُطهِّر ذنوبنا. نحن شعبك يا ابن الله. ثبِّتْنَا في قداستك كي نسلك في رحمتك.
السُّؤَال
ماذا نتعلَّم مِن صورة المَسِيْح المجلود، اللاَّبس الأرجوان، وعلى رأسه تاجٌ مِن شوك؟