Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
21:7فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذي كَانَ يَسُوع يُحِبُّهُ لِبُطْرُس هُوَ الرَّبُّ. فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُس أَنَّهُ الرَّبُّ اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ لأَِنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ.8وَأَمَّا التَّلاَمِيْذ الآخَرُونَ فَجَاءُوا بِالسَّفِينَةِ لأَِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعِيدِينَ عَنِ الأَرْضِ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَيْ ذِرَاعٍ وَهُمْ يَجُرُّونَ شَبَكَةَ السَّمَكِ.


أدرك يوحنّا البشير الَّذي كان مِن بين الصيادين الَّذين في السِّفينة أنَّ هذا الصَّيد الضَّخم لم يكن مجرَّد مصادفةٍ، وأنَّ الرَّجل الواقف على الشَّاطئ لم يكن عرَّافاً، بل هو يَسُوع نفسه. فلم يلفظ يوحنّا اسم يَسُوع كعادته، بل قال بوقارٍ: "هو الرَّبّ". هو الرَّبّ نفسه يقوم بعجائبه وآيات قدرته الَّتي كان يصنعها قبل صلبه. يا لخجلنا الشَّديد مِن عدم إيماننا الَّذي يمنع الرَّبّ مِن صنع عجائبه! فهو مستعدٌّ أن يستمرَّ اليوم أيضاً في اجتراح المعجزات، كسابق عهده في الكنيسة الأولى.
فزع بُطْرُس إذ أدرك أنَّ المَسِيْح يُلقِّنه للمرَّة الثَّانِية درساً حيويّاً مِن خلال صيد السَّمك. فأسرع إلى ثيابه بحركةٍ عفويَّةٍ ولبسها، لأنَّه لم يشأ أن يتقدَّم إلى ربِّه عرياناً، فاستولى عليه الشعور بالخجل حين أدرك أنَّ ربَّه قد رأى جميع ذنوبه، واندفاعه، وتشاؤمه المرير. ولكنَّ اشتياقه للرب غلب تحسُّره على خطاياه، فقذف بنفسه في الماء، رغم لباسه الثقيل، وسبح نحو الرَّبّ، تاركاً السفينة وزملاءه والسَّمك الطازج وراءه. ترك كلَّ شيءٍ، وأسرع إلى يَسُوع، لأنَّ قلبه كان يخصُّ يَسُوع وحده.
أمَّا يوحنّا، فبقي في السفينة رغم محبّته لربّه، ليساعد زملاءه على التَّجذيف بقوَّةٍ لبلوغ الشَّاطئ سريعاً. وأخيراً وصلوا مُتعَبين وقد غنموا صيداً وافراً.