Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
21:9فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى الأَرْضِ نَظَرُوا جَمْراً مَوْضُوعاً وَسَمَكاً مَوْضُوعاً عَلَيْهِ وَخُبْزاً.10قَالَ لَهُمْ يَسُوع قَدِّمُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي أَمْسَكْتُمُ الآنَ.11فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُس وَجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلَى الأَرْضِ مُمْتَلِئَةً سَمَكاً كَبِيراً مِئَةً وَثَلاَثاً وَخَمْسِينَ. وَمَعْ هَذِهِ الْكَثْرَةِ لَمْ تَتَخَرَّقِ الشَّبَكَةُ.


عندما بلغ التَّلاَمِيْذ الشاطئ، رأوا جمراً موضوعاً وسمكاً موضوعاً عليه وخبزاً. فمِن أين جاء الرَّبُّ بالنَّار والسمك والخبز؟ لقد ناداهم من على بعد مائة متر، ولم يكن لديهم شيء ليأكلوه. ولكن عندما وصلوا، وجدوا عنده سمكاً مشوياً، وهو يدعوهم إلى تناول الطعام. فهو الرَّبُّ والمُضيف في آنٍ واحدٍ معاً. وقد تلطَّف وسمح لهم بالمشاركة في إعداد الطعام. وهو يسمح لنا بالمشاركة في العمل والغنيمة. ولو لم يُطع التَّلاَمِيْذ مشورته، لما اصطادوا شيئاً. ولكن ها هو يدعوهم إلى تناول الطعام معه كشركاء. ويا للعجب! إنَّ الرَّبَّ الَّذي لا يحتاج إلى طعامٍ دنيويٍّ، يتنازل مِن عليائه ليشاركهم في الطعام، كي يُشعرهم بمحبَّته وقُربه منهم. فكم هي عجيبةٌ محبَّة الرَّبّ لأتباعه؟!
ولكنَّ شخصاً واحداً كان ناقصاً، وهو بُطْرُس الَّذي إذ رمى بنفسه في الماء، وهو في لباسه الكامل، أعاقته ملابسه عن السباحة بسرعةٍ، فسبقه زملاؤه بسفينتهم، ووصلوا قبله إلى الشاطئ. فلم تُجْدِهِ غيرته الجسديَّة نفعاً. وصار المقدام آخِرَ الجميع. ولم يكن هذا بالدَّرس الأوَّل لكبريائه وتهوُّره. ولم يكن أمامه، لإخفاء فشله وإثبات قوَّة عزيمته أمام الجميع، إلاَّ أن يجذب شبكة السَّمك بيديه القويَّتين، ويُلقي بها إلى البَرِّ. وما إن فعل ذلك، حتَّى دنا بهدوءٍ مِن الحلقة حول النَّار، ووقف صامتاً.
يُشير العدد 153 في التَّفاسير القديمة إلى عدد أنواع السَّمك الَّتي كانت معروفةً آنذاك. وكأنَّ الرَّبّ أراد أن يقول لهم: "لا تصطادوا نوعاً واحداً فقط مِن النَّاس، بل ايتوني بتشكيلةٍ مِن جميع الأنواع والأصناف والعروق والأجناس، لأنَّ الجميع مدعوُّون إلى الحياة الأَبَدِيّة. وكما أنَّ الشبكة لم تتمزَّق رغم كثرة وشدَّة ضغط السَّمك في داخلها، هكذا نؤمن أنَّ الكنيسة الحقَّة لا تنفصم، ولا تفقد وحدة الرُّوْح القُدُس، حتَّى وإن تمسَّك بعض أعضائها بأنانيتهم وعدم محبَّتهم، بل تثبت حتَّى تُصبح خاصَّة يَسُوع.