Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
5:27وَأَعْطَاهُ سُلْطَاناً أَنْ يَدِينَ أَيْضاً لأَِنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ.28لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا. فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ.29فَيَخْرُجُ الَّذينَ فَعَلُوا الصَّالِحاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَة.


يشبه الإنسان الطَّبيعي ميتاً نتناً، لأنَّ خطاياه ظاهرةٌ فيه. ومَن لا يُسرع إلى محبَّة الله يدن نفسه. إنَّ كلمات المَسِيْح مملوءةٌ محبَّةً وقوَّةً وطهارةً، ومَن يستمع إليه يحيا. وكلماته وسلوكه هي في الوقت نفسه مقياس كياننا. فالله دفع إليه الدَّيْنُونَة، لأنَّه قُدُّوْس. كان إنساناً مثلنا، وجُرِّب مثلنا، ولكنَّه بقي بدون خَطِيئة. فلا عذر لأيِّ إنسانٍ أمام محكمة الله، لأنَّ يَسُوع غلب في جسده جميع الخطايا بواسطة صلواته المستمرَّة. ولم يجد الله شخصاً آخَر ولا مخلُوْقَا آخر يستودعه الدَّيْنُونَة على الكون إلاَّ يَسُوع ابن الإنسان الَّذي له وحده السُّلطان أن يُقرِّر مصير كلِّ إنسانٍ، والَّذي له تسجد جميع الملائكة والمخلُوْقَات.
سيقوم الموتى بالتَّأكيد بأمر يَسُوع الَّذي سيخترق الكرة الأرضيَّة كلَّها. علماً أنَّ الأموات لا يسمعون الأصوات، ولكنَّ صوت ابن الله سيهزُّهم هزّاً، فيرتجفون، وتستيقظ الأرواح النائمة، وتتحرَّك، وتخرج مِن قبورها حالاً. ويا للعجب العجاب، سيستيقظ بعض هذه الأرواح حيّاً، بينما البعض الآخر شبه ميت، لأنَّ ثمَّة قيامتين، الأولى للحياة، والثَّانِية للدينونة. وستُحدِث تلك السَّاعة مفاجآتٍ عجيبةً: فالبعض يتولاَّهم الوجوم والغَمُّ، وكنَّا قد حسبناهم أنواراً ساطعةً، والبعض الآخَر يُشرقون كالشِّمس، وكنَّا قد حسبناهم بسطاء لا قيمة لهم ولا شأن.
إنَّ الصَّالِحين الأحياء أمام الله، لم يكونوا في الحياة الدُّنيا أفضل من الأموات الأشرار. ولكنَّ هؤلاء الصَّالِحين قبلوا غفران خطاياهم مِن المَسِيْح يَسُوع شاكرين، وحيَوا بروح إِنْجِيْله، فلم يبقَ في حياتهم إلاَّ الثِّمار الَّتي أنشأها الرُّوْح القُدُس. فأزال يَسُوع عنهم جميع البقع والأوساخ بدمه الكريم، وهم قبلوا هذه النِّعمة بالإيمان، وثبتوا فيها.
أمَّا الَّذي يظنُّ أنَّ أَعْمَاله الذَّاتية تكفيه أمام الله، فسيسمع الحُكم: "أيُّها الأنانيُّ، لماذا اهتممت بخلاصك أنت فقط، ولم تُحبّ أعداءَك أيضاً؟ ولماذا لم تَقبل المصالحة التَّامة الَّتي أتمَّها المصلوب بينك وبين الله؟ وكيف رفضتَ حياته الأَبَدِيّة في كيانك؟ لقد جعلك كبرياؤك تختار الموت؛ فاستمرّ بدون النِّعمة الَّتي وُهبَت إليك فرفضتَها."
سيقوم الموتى في ذنوبهم للدينونة الصَّارمة، وسَيُحاسَبون بالتَّدقيق عن جميع أقوالهم وأَعْمَالهم وأفكارهم. أمَّا الَّذين اجتُذبوا إلى مجد المَسِيْح بواسطة الإيمان به، فقد حلَّت فيهم محبَّة الرَّبّ، ودفعتهم إلى خدمات الرَّحمة الَّتي هي ميزة الحياة الأَبَدِيّة اليوم.