Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
6:34فَقَالُوا لَهُ يَا سَيِّدُ أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ.35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَداً.


أثار يَسُوع في الجماهير الجوعَ إلى خُبز الله، وحرَّرَهم مِن عبوديَّة أَعْمَالهم، وأطلقهم إلى الاهتمام بالخلاص، وأعدَّهُم لقبول عطيَّة الله، وأفهمَهُم ضرورة الإيمان بشخصه.
عندئذٍ وافق الجميع بحماسٍ سطحيٍّ قائلين: "إنْ كنتَ أنتَ واهب الخبز الإلهي، فأعطِنا هذه العطيَّة الفريدة في كلِّ حينٍ، لتُخلِّصنا مِن الكدِّ والتَّعب، فلا يكون لزاماً علينا أن نشتغل ونتعب. ها نحن نثق بك، فاملأنا بالحياة الأَبَدِيّة، وأعطِنا مِن قوَّتك". وكانوا لا يزالون يُفكِّرون بالخبز الدُّنيوي، ولكنهم علموا أمراً واحداً، وهو أنَّ عطيَّة الله فريدةٌ.
لا يرفض يَسُوع أيَّ التِمَاسٍ يُقدَّم إليه. وهكذا أعلن مجده للجماهير قائلاً: "أنا هو خبز الحياة". انتبه أيُّها الأخ، لم يَقُل أنا أعطيكم الخبز، أو آتيكم به، أو أشتريه لكم؛ بل قال بوضوحٍ وهو واقفٌ أمامنا: "أنا هو خبز الله للعالم أجمع، وفي شخصي تجدون المكوِّنات الأساسيَّة للحياة الأَبَدِيّة. وبعيداً عنِّي لن تجدوا الحياة الأَبَدِيّة. فأنا عطيَّة الله لكم، وبدوني تبقون ماكثين في الموت. وكما يدخل الخبز فيكم، ويمنحكم قوَّة الحياة، هكذا أشاء أنا أن أحلَّ فيكم، لأُنعِش عقولكم ودماءكم وضمائركم كي تتقوَّوا روحيّاً. فبدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً. فأنتم بحاجة إليَّ يوميّاً. وأنا أُعطيكم نفسي مجَّاناً. فليس عليكم أن تدفعوا أو تُقدِّموا شيئاً، إلاَّ أن تَقبلوني، وتُتيحوا لي أن أدخل قلوبكم."
فيا أَخِي العَزِيْز، أنت بحاجةٍ إلى يَسُوع. لا تكفيك قراءة أقواله، ولا فَهم أفكاره. لكنَّك تحتاج إليه شخصيّاً، لأنَّك بدونه تهلك، أمَّا معه فتحيا إلى الأبد، لأنَّه أهمُّ لك مِن الطَّعام والشَّراب كلَّ يومٍ؛ فإمَّا أن تَقبله أو تهلك.
قد تسأل: "كيف عساه يدخل صميم كياني؟" فيجيب: "دَع قلبك يشتاق إليَّ. اقترب منِّي واقبَلْني شاكراً، وآمِن بي." يتمُّ حلول يَسُوع في قلوبنا بواسطة الإيمان، لأنَّ المَسِيْح ليس خبزاً مادِّياً، بل هو روحٌ أَبَدِيّ، وقوَّة الله. فاشكر يَسُوع لأنَّه عطيَّة الله الواهب نفسه لك مجَّاناً. احمده بفرحٍ لأنَّه مستعدٌّ أن يَسكُن فيك. وهو يأتي إن طلبته بثقةٍ. فالتمس منه أن يُقيم فيك إلى الأبَد.
ثمَّّ يُؤكِّد يَسُوع لك: "لأنَّك طلبتَني وقَبِلتَني، سأقيم فيك، وأُشبع جوعك إلى الحياة. فلا تَبحث بَعْد في ديانات العالم وفلسفاتها لتجد أيَّها حَقٌّ. ولا تنحدر إلى كلّ مستنقعٍ نتنٍ لتشرب منه، لأنني سأكفيك، وأمنحك حياةً وقوَّةً ومعنىً وسلاماً وفرحاً ووطناً ومجداً.