Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
7:39قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ. لأَِنَّ الرُّوْح القُدُس لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ. لأَِنَّ يَسُوع لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ.


جميع الَّذين يؤمنون بيَسُوع ينالون عطيَّة الرُّوْح القُدُس. وحلول هذا الروح في الإنسان الفاني هو أعجوبة الأعاجيب، ومعجزة هذا الجيل؛ فنحن لا نزال نعيش في زمن تدبير الرُّوْح القُدُس. وهذا الروح ليس ملاكاً أو خيالاً، بل هو الله نفسه الممتلئ قداسةً وحقّاً وقوَّةً ومحبَّةً. ويُشبه روح الله ناراً مصفِّيةً، وتيَّاراً قويّاً، وهو في الوقت نفسه معزٍّ لطيفٌ رحيمٌ. فكلُّ مَسِيْحيٍّ حَقِيْقِيّ يُصبح هيكلاً للروح القدس. وتوضيحاً لذلك نقول: إنَّنا لا نتحدَّث عن روح الإنسان الشَّريف، ولا عن عقولنا المُدركة، ولا عن الأذهان المتفوِّقة، بل عن الرُّوْح القُدُس الَّذي هو روح الله نفسه الآتي مِن خارج دنيانا. وإن شئتَ معرفته فادرُس سيرة يَسُوع، لأنَّه هو روح الله المتجسِّد.
وهذا الروح الإلهي لم يكن في زمن يَسُوع مسكوباً عامَّةً على الأتقياء، لأنَّ الخطايا كانت لا تزال تفصل البشر عن ربِّهم، فكان جبل العيوب كسَدٍّ يحول دون وصول الروح إلى البشر. ولكن بعدَما أزال يَسُوع بموته خطايانا، وصعد إلى أبيه، وجلس عن يمينه، ولبس مجدَه المُخصَّص له منذ البداية، عندئذٍ سكب، في اتِّحاده بأبيه، صميم روح محبَّته على المؤمنين به في الأرض. اللهُ روحٌ، ويستطيع أن يكون حاضراً في الوقت نفسه في كلِّ مكانٍ. وهكذا يمكن أن يسكن في المؤمنين الَّذين قبلوا غفران خطاياهم بدم المَسِيْح. فهل قبلتَ روح الرَّبّ يا أخي؟ هل حلَّت قوَّة المَسِيْح فيك؟ لا تخدع نفسك، ولا تتمهَّل أو تؤجِّل. تعالَ إلى يَسُوع ينبوع الانتعاش والسَّخاء. وهو يؤكِّد لك قائلاً: "مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَداً." و "مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ."