Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
7:6فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ. وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ.7لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ وَلَكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا لأَِنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالهُ شِرِّيرَةٌ.8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَِنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ.9قَالَ لَهُمْ هَذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ


النَّاس متكبِّرون، لأنَّ روح الشَّيْطَان قد أفسدَهم. والكبرياء مرضٌ نفسيٌّ، ودليلٌ على وجود عقدٍ نفسيَّةٍ مستترةٍ. في الحقيقة إنَّ كلَّ إنسانٍ، بالنِّسبة إلى الله، صغيرٌ وهزيلٌ وموته محتومٌ. لذلك يحاول الإنسان أن يستر ضعفه بلبس الثِّياب الفاخرة، وإخفاء عيوبه خلف أقنعة المراءاة. يرى المتكبِّر نفسه إلهاً صغيراً يستطيع أن يفعل ما يشاء، فيخطِّط مواقيته وطرقه متجاهلاً الله، وينقلب بطبيعته إلى ثائرٍ ومتمرِّدٍ على الخالق القُدُّوْس، فيعصي مشيئته. فالإنسان مُحبٌّ لنفسه، ويسعى إلى تكريم ذاته وتمجيدها، ينظر إلى كلِّ شيءٍ مِن منظوره الشَّخصي، وكأنَّه محورُ هذا الكون؛ ولكنَّه لا يُعظِّم اسم الآب السَّماوي.
النَّاس أشرارٌ ليس بأفكارهم ونيَّاتهم فقط، بل وبأفعالهم أيضاً ككُلٍّ، لأنَّ الَّذي يعيش بدون ربِّه يعيش ضدَّه. فمُعظم الاختراعات، والاكتشافات العلميَّة، والمبادئ السِّياسيَّة، والنُّظُم الفلسفيَّة، تنتمي إلى عالَم الخطيئة، وتحمل في داخلها بذرة الموت.
لقد أبان المَسِيْح أنَّ العالم أبغضه، لأنَّ روح المَسِيْح ليس مستكبراً وليس منفصلاً عن الله. فالمَسِيْح لم يأتِ ليعمل ما يشاء، لأنَّه واحدٌ مع أبيه، فيعمل بشركةٍ معه. وحتَّى الأتقياء عثروا به، لأنَّ محبَّته ليست ناموسيَّةً، بل إلهيَّة. فكلُّ عملٍ إنسانيٍّ يظهَر لجلاله شرِّيراً. لقد أبغضوه لأنَّ حضوره أبطل مزاعمهم بإمكانيَّة تبرير أنفسهم بأنفسهم.
ورفَضَ إخوةُ يَسُوع الرُّوْح القُدُس في أنفسهم، ممتلئين مِن روح العالم؛ فوافقوا بذلك الفَرِّيْسِيِّيْنَ في المبدأ. ولم يدنهم أحدٌ على ضلالتهم، لأنَّهم عارضوا أخاهم يَسُوع جهراً، ولم يؤمنوا به. فكان عدم إيمانهم بيَسُوع البرهان على أنَّ روح محبَّة الله لم يسكن فيهم، بل كانوا منقادين بروح العالَم، باستكباره وثورته على الله، فأضلّوا أنفسهم مُعلِّقين آمالهم على جدوى الأَعْمَال الصَّالِحة.