Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
8:9وَبَقِيَ يَسُوع وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ.10فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوع وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ. أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ.11فَقَالَتْ لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ. فَقَالَ لَهَا يَسُوع وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً


كانت المرأة واقفةً هناك ترتجف، فانتصب يَسُوع واقفاً للمرَّة الثَّانِية، ناظراً إلى الخاطئة نظرة الرَّحيم العادل، وسألها: "أين المشتكون عليك والَّذين يدينونك؟ ألَم يدنك ويرجمك أحدٌ؟" وشعرَت المرأة أنَّ يَسُوع القُدُّوْس لم يهلكها. فنظرَت إليه في خوفٍ ووَجَلٍ، وأدركَت أنَّ لهذا الرجل وحده الحقّ في إدانتها ورجمها؛ فهو مختلفٌ بشخصيَّته عن الجميع.
لكنَّ يَسُوع يُحبُّ الخطاة. ولم يأتِ ليبيد مَن قد هلك، بل ليطلب الضَّالِّين. فلم يُعاقب المرأة الشِّريرة، بل أنعم عليها. وكلمته هي كلمة الله. فالقُدُّوْس يمنحنا عفواً عظيماً. ولم يكن يَسُوع قادراً على أن يعفو عن الخاطئة لولا أنَّه حمل خطيئتها مستعدّاً للموت لأجلها ولأجل العالم أجمع. فلم يدن الخاطئة، بل تحمَّل هو دينونتها. وهكذا يعطيك يَسُوع الغفران التَّام والعفو العامَّ، لأنَّه مات لأجلك. فآمِن بمحبَّته كي تتحرَّر مِن الدَّيْنُونَة.
وَاقْبَل أيضاً روح يَسُوع المتسامح، كي لا تدين الآخَرين. ولا تنسَ أنَّك خاطئٌ كالآخَرين، ولستَ أفضل مِن غيرك، حتَّى مِن المجرمين. لئن زنى أحدٌ، فأنت لستَ أطهر منه. ولئن سرق أحدٌ، فهل أنت أمِينٌ؟ هل تحسب نفسك أكثر تواضعاً مِن سواك؟ يقول المَسِيْح: "لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَِنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَة الَّتي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟" (مَتَّى 7: 1- 3).
أَخِي العَزِيْز، إن كان يَسُوع، وهو رَبُّ البِرِّ والقداسة، لم يدن أحداً حتَّى الزَّانية، فكم بالأَولى أنت الخاطئ النَّجِس. إنَّه لا يَحقُّ لك أن تُلحق إهانةً بأيِّ إنسانٍ كان، مهما ازدادَت فضائحُه بشاعةً.
أمر يَسُوع تلك المرأة ألاَّ تُخطئ بعد. فوصيَّة الله بالطَّهارة والاستقامة ثابتةٌ لا لين فيها. وأرشدها أيضاً أن ترجع إلى الله وتعترف بخطاياها، فتنال قوَّة الرُّوْح القُدُس مِن دم حَمَل الله. لم يطلب يَسُوع منها أمراً مستحيلاً، بل منحها القدرة على الانسحاق، لتحيا في قداسة الرَّبّ. وهكذا يأمرك أنت أيضاً ألاَّ تُخطئ بعد، فهو مستعدٌّ أن يسمع اعترافك، ويمنحك القدرة على تقديس ذاتك.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، أخجل أمامك، لأنَّني لستُ أفضلَ مِن الزَّانية. اغفِر لي إذا أدَنْتُ إنساناً أو أضرَرْتُ به، لأني لستُ أفضلَ منه. مَزِّق قِناع التَّقوى الَّذي أخفي وراءه عيوبي، وطهِّرْني مِن جميع الذُّنوب. أشكرك لعفوك عنِّي، وأُسبِّحُك لصبرك ورحمتك. ساعدني على التَّرفُّع عن شهوات العالم الباطلة، فلا أسقط بعد في التَّجارب، ولا أتكب الخطيئة أيّاً كانت. قَوِّ عزيمتي، وثَبِّتْني في الطَّهارَة، وأَرْشِدْني إلى حياة القداسة. خَلِّصني يا رَبّ مِن ذاتي، وبارِك الكثيرين مِن حَولي.
السُّؤَال
لماذا انسحب المشتكون على الزَّانية مِن حضرة يَسُوع؟