Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
19 - المسيح في وليمة الفريسيين
(14: 1 - 24 )
14:1وَإِذْ جَاءَ إِلَى بَيْتِ أَحَدِ رُؤَسَاءِ اٰلْفَرِّيسِيِّينَ فِي اٰلسَّبْتِ لِيَأْكُلَ خُبْزاً، كَانُوا يُرَاقِبُونَهُ.2وَإِذَا إنْسَانٌ مُسْتَسْقٍ كَانَ قُدَّامَهُ.3فَسَأَلَ يَسُوعُ اٰلنَّامُوسِيِّينَ (الشرائعيين) وَاٰلْفَرِّيسِيِّينَ: «هَلْ يَحِلُّ اٰلإِبْرَاءُ فِي اٰلسَّبْتِ؟»4فَسَكَتُوا. فَأَمْسَكَهُ وَأَبْرَأَهُ وَأَطْلَقَهُ.5ثُمَّ سَأَلَ: «مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ حِمَارُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلاَ يَنْشِلُهُ حَالاً فِي يَوْمِ اٰلسَّبْتِ؟»6فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُجِيبُوهُ عَنْ ذٰلِكَ.


لِمَ حفظ اليهود راحة السبت بكلّ تدقيق ومبالغة، حتّى أنّهم منعوا إيقاد النار وشفاء المريض والسّفر الطويل وأكثر مِن مائة ممانعة أخرى؟ إنّهم رأوا في حفظ الشريعة الطريق المؤدّي إلى الله. وقصدوا بالتشديد في الأحكام، إنّ يربحوا السماء. وكما منعوا السفر آنذاك في السبت، فإنّ بعض المتدينين منهم حتّى اليوم، إذا ما وجدوا سيّارة منطلقة، في يوم السبت ألقوا عليها حجارة، ظانين أنّ المسيح المنتظر لا يأتي إلى الأرض ولا ينشئ ملكوت سلامه، إلاّ إذا حفظ كلّ أهل العهد القديم أحكام السبت بلا تجاوز.
وبهذه الطريقة أخطأوا في فهم محبّة الله خطأ كبيراً، وامتنعوا عن رحمة الله. فتمنّوا الخلاص بقوّتهم الذاتيّة، ولم يقبلوا الفداء المجّاني بالمسيح. فأصبحوا طرشاً لدعوة الرّوح القدس، الّذي يؤكّد لنا عدم إمكانياتنا لحفظ الشريعة مِن تلقاء أنفسنا، ويعلن لنا فسادنا في نوره العجيب، لنلتجئ إلى نعمة المسيح وقوّته، ولا نتّكل على برّنا الخاص البتة.
والفريسيون الّذين دعوا يسوع إلى وليمة في بيت رئيسهم، لم يمتلئوا بغضة نحو ضيفهم الكريم مِن قبل، بل أرادوا تفحّصه ومراقبته ليعرفوه ويكتشفوه، أو يروا عجيبة مدهشة. أمّا المسيح فأبصر قلوبهم المفتخرة وسألهم ما هو الأهم: أجريان قدرة محبّة الله إلى العالم، أو حفظ الشريعة بطريقة أنانيّة لكسب البرّ الخاص؟ فخجل المراقبون وصاحب البيت. لأنّهم كان لا يزال عندهم الحس والتعقّل، ليدركوا أهميّة محبّة الله. ولربّما شعروا أيضاً بسلطان المسيح في كلمته. فطأطأوا الأعناق خشعاً ولم يجيبوا بكلمة واحدة.
وكسر المسيح كذب فهمهم لحفظ السبت بواسطة شفائه المستسقي. وأراهم أنّ الله ينجّي المساكين كلّ يوم، لأنّه في العهد الجديد أصبح كلّ يوم هو يوم نعمة. وقد حرّرتنا محبّة الله مِن التمسّك ببرّنا، إلى خدمة المحبّة طواعية. فأمسك يسوع الإنسان بجلده المتورّم، لأنّ قلبه وكليتيه لم تقدر أنّ تفرز الماء مِن الجسد. فشفى يسوع بقدرته الخالقة المريض، الّذي لا يقدر أي طبيب أنّ يشفيه. وذلك ليس بجراحة ولا إيحاء بل بكلمة قدرته. فقد خرجت مِن شخصيّة المسيح تيارات القوى الإلهيّة حتّى تنظّمت واصطلحت طبيعة المريض بإيمانه.
ولم يرد المسيح أنّ يشفي المريض بجسده فقط، بل أبرأ المنعقدين في أرواحهم أيضاً. وأراهم مرّة أخرى بالمثل البشري عن خلاص الإبن مِن البئر، أو إنقاذ الحمار الساقط في الحفرة، إنّ كلّ إنسان عاقل طبيعي يكون مستعدّاً على الدوام لإنقاذ الضائقين، حتّى ولو كان اليوم سبتاً، لأنّ فكر المساعدة ودافع الخدمة فينا هما اللذان يقرّباننا مِن صورة الله، الّذي يساعد ويبارك ويخدم ويخلّص الضّالين بلا إنقضاء.
فامتحن نفسك. هل تتأمّل وتصلّي يوم الأحد لأجلك ولنموّ معرفتك وترتفع نفسك متخيّلة في جوّ السجود والترانيم فقط، أو تفكّر عملياً، كيف تعين أخاك الإنسان المتضايق؟ أيكون هدف حياتك «الأنا» المنتفخة أو وجدت بخدمة كلّ إنسان غاية حياتك؟ إنّ المسيح يقصد تغيير ذهنك وتجديد نواياك ليعزّز جوهره في قلبك، لأنّ الله محبّة ومَن يثبت في المحبّة يثبت في الله والله فيه.

الصَّلَاة
يا ربّ، نشكرك لمحبّتك ونسجد لك لقدرتك الخارقة والفادية. اغفر لنا قلّة محبّتنا والاهتمام بأنفسنا. وحرّرنا لروح الخدمة ودربّنا لنخدم كلّ إنسان. اشف أصدقاءنا ليصبحوا أصحّاء جسداً ونفساً وروحاً.
السُّؤَال
لِمَ لَمْ يقدر الفرّيسيون الإجابة على أدلّة يسوع القاطعة؟