Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
26 - أقوال عن مجيء ملكوت الله والمسيح الثاني
(17: 20 - 37)
17:20وَلَمَّا سَأَلَهُ اٰلْفَرِّيسِيُّونَ: «مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ اٰللّٰهِ؟» أَجَابَهُمْ: «لا يَأْتِي مَلَكُوتُ اٰللّٰهِ بِمُرَاقَبَةٍ،21وَلا يَقُولُونَ: هُوَذَا هٰهُنَا أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اٰللّٰهِ دَاخِلَكُمْ».


ليس هدف المسيحية الأوّل هو الصليب ولا اهتداء الأفراد ولا دخولهم إلى السّماء، ولكن إعلان ملكوت الله في المجد. واليهود في زمن يسوع ترقّبوا مجيء هذا الملكوت بشوق واضطراب، عالمين أنّ ملك الله الآتي سيقلب العالم ويقيم الأموات ويزيل كلّ ممّالك الدنيا، وينشئ بهاء وحقّاً ومجداً على الأرض (دانيال 7: 27) فالإنسان الطبيعي ينتظر في عمهه الروحيّ غالباً تحسين الأوضاع في المستقبل، لا تجديد القلوب. ولكن ملكوت الله يأتي بالعكس ويغير أولاً القلوب، وعندئذ يظهر علانية.
فجاوب المسيح على سؤال الفريسيين حول بداية ملكوت السماوات على الأرض بطريقتين، فهذه المملكة لا تأتي مكشوفة ظاهرة بخيول وعربات وجيوش وأسلحة فتّاكة، بل غير منظورة وروحيّة كقوّة إلهيّة. فلا تقدر ان تدرك ملكوت الله باللمس والبصر، بل تعرف عظمته بواسطة الإيمان وحده، ثابتاً في الرّوح القدس الدافع في هذا الملكوت.
وبعدما فسّر يسوع جوهر ملكوت الله، جاوب أيضاً على السؤال الخطير المختص بزمن بداية سلطة الله على الأرض، قائلاً: الآن قد ابتدأ الملكوت حاضراً في وسطكم. وبهذه الكلمة دلّ على ذاته، لأنّ المسيح هو ملك الملوك وربّ الأرباب. وفيه تكمن كلّ قوى وحكم ومجد الله. كما أنّ محبّة الله وصبره هما جوهر الملكوت. وقد دفع أبوه كلّ السلطان في السماء وعلى الأرض بين يديه، بعدما صالح الخطاة مع القدّوس.
وهذه المصالحة هي الجسر الّذي يعبر عليه الرّوح القدس إلى قلوب التلاميذ، ويملأ كلّ المؤمنين. وحيث يحلّ روح الله، هناك يكون الله بذاته. وحيث يثبت الله في الإنسان، فهناك يتجلى الملكوت داخل الإنسان. وهكذا تستتر مملكة الربّ اليوم في كلّ الكنائس الحقّة، وفي كلّ المؤمنين المنفردين. فهل أنت عضو مولود ثانية لملكوت المسيح؟ أو تقف خارج رحابه في الظلمة؟ وإنْ كنت أهلاً في مملكة أبيك السماوي. فماذا تعمل عمليّاً لنشر وتثبيت ملكوت المحبّة في محيطك؟