Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
17:22وَقَالَ لِلتَّلامِيذِ: «سَتَأْتِي أَيَّامٌ فِيهَا تَشْتَهُونَ أَنْ تَرَوْا يَوْماً وَاحِداً مِنْ أَيَّامِ اٰبْنِ اٰلإِنْسَانِ وَلاَ تَرَوْنَ.23وَيَقُولُونَ لَكُمْ: هُوَذَا هٰهُنَا أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ، لاَ تَذْهَبُوا وَلاَ تَتْبَعُوا،24لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ اٰلْبَرْقَ اٰلَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ اٰلسَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ اٰلسَّمَاءِ، كَذٰلِكَ يَكُونُ أَيْضاً اٰبْنُ اٰلإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ.25وَلٰكِنْ يَنْبَغِي أَّوَلاً أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنْ هذَا اٰلْجِيلِ».


لمّا سمع التلاميذ، أنّ ملكوت الله حضر بينهم، تهللوا ووزعوا في أفكارهم مناصب الوزارة. فحذّرهم يسوع مِن التفكير الدنيوي، ودلّهم على تألّمهم الشديد نتيجة لصعوده إلى السماء. عندئذ سيكونون متروكين، بدون حضور وحماية ملكهم ظاهراً، متكلّين على مواعيده فقط ومؤمنين بقوّته المتمركزة في قلوبهم. فلا ينتشر ملكوت الله علانية في العالم، بل هو مستتر كما كان في المسيح. فإنّك لا ترى أتباع يسوع يمتلكون تيجاناً متلألئة، ولا ملابس برّاقة، ولا سلطة بهيّة بل هم يتحملون ضيقاً واحتقاراً واضطهاداً وقلة في العدد، ليصرخوا أخيراً، وهم في الكابوس الأليم: تعال أيّها الربّ يسوع.
وضيقات الأيام الأخيرة ستنشئ اشتياقاً فيهم إلى مجيء المسيح، لتمتدّ حواسّهم مفتشين نحو علامة صغيرة دالّة على وصوله. فينتظرون الاختطاف في كلّ حين. ولكنّ يسوع يحذرهم قائلاً: لا تكونوا سطحيين، وقابلين بسرعة كلّ دعاية. فأنا لا آتي مستتراً كخيال أو شبح، ولا كإنسان عادي، ولا كسلطان دنيوي، بل إنّ مجيئي الثاني هو كانفجار مجد الله في كلّ بهائه، وسط ظلمة هذا الدهر. عندئذ تنشقُّ السماء، ونور بهاء القدّوس يبهر كلّ النّاس. وهيئة ابن الإنسان ستلمع كبرق صاعق. وأشّعة مجده تخترق كلّ المواد أكثر مِن الأشعة الكهربائية عند الطبيب، وحتّى على الجانب الآخر مِن الكرة الأرضية، حيث يكون ظلام. فإنّ نور المسيح سيشرق عليهم بنهار جديد.
وإنّ تعزيتنا في هذا اليوم العظيم المقبل هي أنّه لا يأتي إلهاً غريباً، أو ملاكاً فتّاكاً، بل ابن الإنسان، الّذي هو يسوع المسيح. إنّه ليس مجهولاً، بل مِن جنسنا الآدمي. ولا يأتي لإهلاك المؤمنين، بل ليختطفهم إليه. ويريدنا أنّ نكون عنده في كلّ حين، ونحن ممثلو ملكوته في الدنيا الظالمة، الّذين حملوا روحه وصفاته وقدرته فيهم.
ولكنّ التلاميذ لم يفهموا آنذاك أقوال المسيح، ولم يدركوا تألّمه وموته البّتة، لأنّهم فكروا بملكوت دنيوي، بدون تغيير القلوب، بينما يفسّر المسيح لهم الطريق إلى المجد المؤدّي إلى الآلام أولاً. فبدون التكفير والغفران لا يدخل الإنسان في شركة مع الله. فالصليب هو الباب إلى ملكوت الربّ، لأنّه بدون التطهير بالنّعمة لا تحصل على العضوية في السماء. إنّما الّذي يدخل رحاب الله مؤمناً وشاكراً، يثبت اليوم بين حقيقة الخلاص التامّ على الجلجثة وانبثاق الخلاص الظاهر في مجيء المسيح الثاني. وإلى هذا الوقت، يحمل كلّ المؤمنين ملكوت الربّ في قلوبهم وتعرفهم بسهولة بسيماهم لأنّ جوهر الملكوت، هو المحبّة.

الصَّلَاة
تعالَ أيّها الربّ يسوع، لأنّك تحبّ أتباعك، وقد صالحتنا مع الله القدّوس، ووضعت روحك الطاهر عربوناً لمملكتك في قلوبنا. نشتاق إليك، ونلتمس منك انتشار ملكوتك في كلّ انحاء العالم، لكي تجد في مجيئك قلوباً محضّرة في كلّ مكان.
السُّؤَال
كيف تظهر مملكة الله على الأرض في الماضي والحاضر والمستقبل؟