Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
17:26«وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ كَذٰلِكَ يَكُونُ أَيْضاً فِي أَيَّامِ اٰبْنِ اٰلإِنْسَانِ.27كَانوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيُزَّوِجُونَ وَيَتَزَّوَجُونَ، إِلَى اٰلْيَوْمِ اٰلَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ اٰلْفُلْكَ، وَجَاءَ اٰلطُّوفَان وَأَهْلَكَ اٰلْجَمِيعَ.28كَذٰلِكَ أَيْضاً كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ، كَانوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ.29وَلٰكِنَّ اٰلْيَوْمَ اٰلَّذِي فِيهِ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ، أَمْطَرَ نَاراً وَكِبْرِيتاً مِنَ اٰلسَّمَاءِ فَأَهْلَكَ اٰلْجَمِيعَ.30هٰكَذَا يَكُونُ فِي اٰلْيَوْمِ اٰلَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ اٰبْنُ اٰلإِنْسَانِ».


كيف تظهر الدنيا في مجيء المسيح؟ هل سيكون ملكوت الله قد غيّر قلوب جميع النّاس؟ لا، العكس هو الصحيح ستكون الجماهير عائشة بدون الله، مهملين مهتمين بأنفسهم، إلاّ بعض الأفراد الواعين اليقظين، فسينتظرون مجيء ربّهم بفارغ الصبر.
فهل الأكل والشّرب والزواج خطيئة؟ لا! وهل الشراء والبيع، وغرس الزرع وبناء البيوت يكون ظلماً؟ لا مطلقاً. ولكن النّاس الّذين يعيشون هكذا اعتيادياً هم في الحقيقة خطاة، لأنّهم لا يهتمون بالله، بل يثبتون أنّهم عبيد لأنانيتهم، مهتمين بأنفسهم فقط وغير مهتمين بالحي الخالق. وكما عم في زمن نوح ولوط انعدام العفة إلى درجة رهيبة، حتّى أرسل الله طوفان الماء، وأمطار النار، وأباد البشر الفاسدين، هكذا تعيش اليوم الجماهير العالميّة مجرمة ونجسة كالأوّلين، ولكنّهم يستخفون بجرائمهم ونجاساتهم. إذ أنّهم ما عرفوا الله في قلوبهم، ولا يسجدون له إكراماً وتسليماً. ففقدوا الوقار، وسقطوا إلى الحريّة الخاطئة، ولا يوجد فيهم الحسّ. فيخرّبون أنفسهم بأنفسهم بطريقة يستحيل تصورها.
وبما أنّ يسوع وصف الوقت قبيل مجيئه، وشبّهه بحالة أيام نوح ولوط، فعلينا إذاً أنّ ننتظر عند نهاية العالم ازدحام النّاس في مدن كبرى وعواصم ضخمة، تتفشى بينهم اللامبالاة والدّعارة والإباحيّة بكلّ انواعها وتشكّلاتها، كما هو مبتدئ الآن.
مع العلم أنّ نوحاً ولوطاً خلّصا في اليوم الأخير عند آخر لحظة، لمّا دخل نوح مع أهله الفلك، وانطلق لوط هارباً، بإرشاد الملاك إلى البريّة مِن تلك المدينة الظالم أهلها، هكذا ننتظر اختطافنا لملاقاة المسيح قبل مجيئه بلحظات، خلاصاً ونجاة للمؤمنين، وإظهاراً لحياتهم الإلهيّة الساكنة فيهم.