Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
ختن يسوع وتقديمه في الهيكل
(2: 21 - 38)
21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أن حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيقدّموهُ لِلرَّبِّ،23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ (شريعة) الربّ، أَنَّ كلّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قدّوساً لِلرَّبِّ.24وَلِكَيْ يقدّموا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ (شريعة) الربّ، زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.


إن ابن الله متحرّر مِن الشريعة، لأنّه في وحدته مع الآب والرّوح القدس وضع كلّ الشرائع وأحكامها منذ الأزل ليقود الخطاة إلى التّوبة والإيمان بالذبيحة. فالمسيح هو المشرّع وربّ يوم السبت، وله الحق بتغيير الأحكام وإتمامها. ولكن في كونه ابن الإنسان ونائب البشر، خضع لفرائض الشريعة، وحمل خطايانا. وتألّم مِن غضب الله، كما كتب بولس في غلاطية 4:4 و5 عن ولادته.
فالختان يعني في العهد القديم ثلاثة أشياء:

ادرس هذه الأسرار الشرعيّة تجد خلاصتها في اسم يسوع، الّذي سُمّي به أثناء هذا الطقس. ويعين اسمه أنّ الله لا يساعد العالم إلاّ بواسطة المصالحة في المسيح، الّتي ابتدأت في يوم الختان. والنّاس لم يسمّوه باسمه يسوع إلاّ بعد ما وضع حمل الفداء عليه، فظهر اسم القدّوس.
وقد قام يوسف بواجبات ختن ابنه المتبنّى يسوع، ويعني اسمه، بعد ولادته بثمانية أيام في بيت لحم. أمّا مريم أمّه، فكان عليها ان تمارس فريضة التطهير حسب العهد القديم. فسافرت العائلة المقدّسة بعد عزلتها بأربعين يوماً إلى أورشليم حيث قدّمت مريم عن نفسها حمامتين إحداهما لذبيحة المحرقة والأخرى لذبيحة الخطيئة (لاويين 12: 8) فذبيحة الخطيئة رمز لكلّ النّاس أنّهم يولدون بالخطايا ويحتاجون إلى غفران الله. وبهذا التقديم بَانَ أنَّ والدي يسوع فقيران، لأنّ الأغنياء كان عليهم ان يقدّموا حملاً لذبيحة المحرقة. أمّا الفقراء فلهم الحقّ أن يذبحوا حمامتين. وقد قدّمت مريم هذه الذبيحة طوعاً، رغم أنّ حبلها كان بلا دنس. لكنّها عرفت حالتها كإنسانة، وقدّمت ذبيحة الخطيئة عن ذاتها.
وفي هذه الكلمات نقرأ أيضاً إتمام فريضة ثالثة مِن الشريعة وهي افتداء يسوع مِن واجب الكهنوتية، لأنّ كلّ بكر في شعب العهد القديم كان تلقائياً مكرّساً لله، لأنّ الربّ حفظ في ليلة الفصح كلّ بكر في شعبه. فحسب كلّ واحد من الأبكار مقدّساً للربّ ومكرّساً للخدمة المؤبّدة في الهيكل. ولكنْ كلّ الأبكار تحرّروا مِن هذه الخدمة بواسطة تعيين اللاويين في خدمة الكهنوت (عدد 3: 13 و40) ولكنْ لذكرى هذه الحقيقة وهي أنّ كلّ بكر يخصّ الله تلقائياً، كان عليه ان يقدّم في الهيكل أمام وجه الله. وكان على أوليائه ان يدفعوا عنه افتداء أربع قطع نقدية، تعادل تقريباً أجرة نجّار لمدة أربعين يوماً ( عدد 3: 47).
ورغم فدية يسوع مِن خدمة الكهنوت، بقي رئيس الكهنة لكلّ النّاس، وكرّس نفسه دائماً لله، لأنّه لم تتم فيه منذ طفوليته كلّ أحكام الشريعة فقط، بل كان بنفسه يتممها بمحبّته وحقّه وذبيحته أكثر مِن كلّ النّاس، وأعمق ممّا تتكلّم أحرف الشريعة.

الصَّلَاة
نشكرك أيّها الربّ يسوع، لأنّك أتممت الشريعة بختنك وافتدائك في الهيكلّ، وحرّرتنا مِن أحكام العهد القديم إلى خدمة محبّة الله تحت رش دمك المقدّس.
السُّؤَال
كيف أتم والدا يسوع الشرائع مِن العهد القديم؟