Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
24:32فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي اٰلطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا اٰلْكُتُبَ؟»33فَقَامَا فِي تِلْكَ اٰلسَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَجَدَا اٰلأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ، هُمْ وَاٰلَّذِينَ مَعَهُمْ34وَهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّ اٰلرَّبَّ قَامَ بِاٰلْحَقِيقَةِ وَظَهَرَ لِسِمْعَان!»35وَأَمَّا هُمَا فَكَانَا يُخْبِرَان بِمَا حَدَثَ فِي اٰلطَّرِيقِ، وَكَيْفَ عَرَفَاهُ عِنْدَ كَسْرِ اٰلْخُبْزِ.


لم يضطرب التلميذان في عمواس، لمّا اختفى يسوع عنهما. لأنّه ليس المهم أنْ يرياه أو لا يريانه، لأنّهما قد عرفا واختبرا أنّه حيّ. ليس هو في القبر وجثّته ليست مسروقة. ولم تفشل حياته بالصلب بل الله كان معه وفيه. إنّه المسيح الحقّ الحيّ الحاضر الموجود.
فنور فرح عيد الفصح ملأ قلبيهما. وهذا الفرح ابتدأ بقلبيهما، لمّا كلّمهما المسيح، على الطريق. فخطابه القاسي لم يزعلهما، بل أعدّهما لإشراق الإنجيل. فتغيّر ذهنهما، وفهما إرادة الله وعمل خلاصه في ابنه. فالتهب قلباهما العطشان مِن فرح المعرفة، وقبول الحق، لأنّهما علما أنّهما لا يركضان خلف خيال، بل أدركا المسيح بالذات وعرفاه ورأياه وسمعاه وآمنا به. فكلمته أعدّت تجديد إيمانهما فيهما، لأنّه بدون الامتلاء بكلمة الإنجيل لا تتحقّق الولادة الثانية. فكلمة الربّ هي الشمس والقوّة في الحياة الجديدة. هل تشعر بالفرح عند قراءة الكتاب المقدّس وتسرّ بقوّة الله المتكلّم؟ اطلب مِن ربّك أنْ يخاطبك مباشرة، لأنّه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلمة تخرج مِن فم الله. فإنّك محتاج جداً إلى كلمة ربّك! ونفسك مائتة جوعاً مشتاقة إلى مطالعة الكتاب المقدّس باستمرار. وروحك تنتعش إنْ أصغيت مجتهداً بصبر لمّا يقوله الرّوح للكنيسة.
وشاهدا المقام مِن بين الأموات ما قدرا البقاء لوحدهما مِن كثرة فرحهما وغنى الإعلان الموهوب لهما. فمعرفة الله تدفعنا إلى نقل البشرى بقوّة إلهيّة، ولسانك لا يستطيع الصمت حيث يملأ يسوع قلبك، لأنّه ممّا يمتلئ القلب، يفيض الفم. فماذا تتكلّم طوال النهار؟ هل فرح الربّ قوّتك؟
ولم يهب الرجلان صعوبة الطريق الطويل إلى التلاميذ المضطربين في القدس، لأنّ إعلان المسيح قوّى عظامهما التعبانة، وأسرعا بخطواتهما المتعجلة، حتّى وصلا في تلك الليلة إلى العاصمة النائمة. ولمّا دقا الباب المغلق، حيث يجتمع داخلاً التلاميذ والاتباع المؤمنون، لم يكن النور قد أطفئ بعد، فدخلا. ولاحظا فجأة جوّاً متغيّراً مِن الفرح، ووجوهاً لامعة. لأنّهما لمّا غادراهم بعد الظهر كان الجوّ عبوساً ووجوههم كئيبة، لأنّ بطرس افتقد القبر فوجده فارغاً، وجثّة المسيح ما كانت هنالك، تماماً كما أخبرت النسوة. ولم يجد الرسول ربّه. والآن ها قد أبرقت عيناً بطرس، وكلّ التلاميذ الآخرين فرحوا معه، لأنّه بعد افتقاد القبر الفارغ، جال بطرس ضالاً في المدينة، مضطرباً مِن ضميره المبكّت. ولم يكن له رجاء عالماً أنّه انكر ربّه ثلاث مرّات، فرأسه وقلبه كانا كوكر زنابير. وربّه فضّل النساء اللواتي ثبتن وبقين معه عند الصليب. فرأى بطرس نفسه مرفوضاً هالكاً معدوماً.
عندئذ رحم يسوع خادمه المصلّي ومشى بجانبه. ولا نعرف متى وأين ظهر يسوع لبطرس، ولكن لوقا وبولس كليهما شهدا بهذه الحقيقة واضحاً (الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 4 و5) فندرك أنّ محبّة المسيح يسوع قد خلّصت بطرس المنكسر كاملاً ولم ترفضه. ولمّا لم يتّكل على ذاته ولم يؤمن بقدرته، ورأى نفسه مسلّماً للموت وجهنّم، أهداه ربّه مجّاناً حضوره بالنّعمة. عندئذ أدرك بطرس، كما بولس بعدئذ أدرك، أنّ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، متبرّرين مجّاناً بنعمته بالفداء الّذي بيسوع المسيح. فغفر الربّ لعبده كلّ ذنوبه، وأدخله إلى ملء فرح الفصح.
وكلّ التلاميذ آمنوا بكلمات الرّسول بطرس، لأنّ هيأته ووجهه تغيّرا تماماً. فأصبح يعيش مطمئنّاً، لأنّ ربّه حيّ. فامتلأت كلّ الجماعة مِن فرح القيامة ولمّا دخل التلميذان مِن عمواس، وأرادا تأدية شهادتهما، غطّاهما شلاّل الفرح، لتقوية إيمانهما بسماعهما أنّ الربّ قد ظهر لبطرس. وكما قوّت الجماعة إيمانهما بهذه البشارة هكذا قويا هما أيضاً إيمان الجماعة، فبشّراها برؤيتهما أيضاً ليسوع وتعشيهما معه. فهل تتكلّم لأصدقائك، عمّا عمل المسيح بك؟ تكلّم ولا تصمت، لكي يتمجّد المقام مِن بين الأموات. أَنِرْ غيرك لينيرك بمعرفته أيضاً.

الصَّلَاة
أيّها الربّ يسوع، أنت النّعمة وقد خلّصت بطرس مِن يأسه. فنسجد لك ونسبّح محبّتك وقوّتك ومجدك وحضورك معنا بكرة وأصيلاً. لسنا متروكين. أنت معنا. فقيامتك البرهان، أنّك غفرت آثامنا كلّها، فنتهلّل مع كلّ المسيحيين في فرح العيد السعيد.
السُّؤَال
كيف تقوّي الشهادة المتبادلة إيمان المؤمنين أجمعين؟