Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
14 - أسرار عائلة الله
(8: 16 - 21)
8:16وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيُغَطِّيهِ بِإنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ، بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ، لِيَنْظُرَ اٰلدَّاخِلُونَ اٰلنُّورَ.17لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ.18فَاٰنْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ! لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَاٰلَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ».


لقد أنار المسيح ذهن تلاميذه بإنجيله ليصبحوا نوراً ساطعاً في ظلمات العالم قولاً وعملاً وسلوكاً. فدين المسيح ذو دعوة ليست عائشة لنفسها، بل مستعدّة لتنشر غنى معرفة محبّة الله وقوّة الرّوح القدس إلى كلّ النّاس.
ولكن بعض المرّات لا تسمح الأحوال بالتبشير على الطرق وساحات المدن. فيدلّنا المسيح على صورة العائلة الّتي تجتمع داخل البيت حول سراج الإنجيل. وهذا يعني أنّه إن زارك أحد في بيتك، فليلاحظ أنّ تعزية الإنجيل هي مجد بيتكم.
وقد سمّى المسيح أتباعه نور العالم وملح الأرض وخميرة العجين. فمن المستحيل أن تخبّئ إيمانك أمام جيرانك. إنّهم يشعرون بمحبّتك وسلامك وفرحك، إلا إذا مات إيمانك وأصبح تقليداً مجفّفاً. ولا تجبرنّ أحداً في محيطك ليقبل اعتقادك جبراً، لكن استعدّ على الدوام للإجابة بصراحة وحكمة وتواضع إن سألك أحد عن إيمانك، لأنّ ديننا ليس حلقات سرّية، بل مفتوح لكلّ مهتد.
كلّ النّاس مدعوون لسماع أسرار ملكوت الله، ولكن لا يفهمها الكلّ. المسيح يدعو الجميع وقليلون هم الّذين يأتون. وإنارة الإنسان إنّما تكون بتدخّل الله مباشرة. فمَن هو الّذي يفتح الله قلبه لمعنى كلماته؟ ليس الأذكياء المتكّبرون ولا الأتقياء المتمسّكون بالتقليد، بل المستمعون بالتواضع والعطاش إلى البِرّ. فيقول المسيح بصراحة انظروا كيف تسمعون. فمَن يصغ إلى كلمة الله، ويفكر بها، ويحرّكها في قلبه، ويبحثها مع الآخرين، فإنّه يستنير بقوّة الله، وإن صلّى حسب المعاني الجديدة عليه ينال قوّة إلهيّة. ويعيش في شركة مع الله. لأنّه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلمة تخرج مِن فم الله. فمَن يسمع للمسيح متيقّظاً يستغني أكثر فأكثر، إذ أنّه يوجد في ملكوت الله مبدأ النموّ التلقائي في المحبّة ومعرفة الله وقوّة الرّوح. فهذا التطور الإيجابي في المؤمن يتوقف على سماع الإنجيل فقط.
ويا للأسف! فإن مبدأ التقصير التلقائي موجود أيضاً، حيث تضعف قوّة الإدراك ويقل ذكر الإنجيل. فمَن يهمل كلمة الله ينسى ربّه ويفرغ من قوّة الله ويفقد كلّ ما كان عنده من مواد روحيّة. وأما إذا استمع الإنسان للإنجيل متكبّراً، واستهزأ بالمسيح، وانتقد كلاّمه بسخرية، فيرفض الإنجيل عمداً، ويفقد النّعمة، ويمتلئ بروح نجس، فساء سبيلاً. فلا تنس أنّ الشيطان يقصد أمراً واحداً فقط، فهو يشاء أنّ يمحو الكلمة منك ويأخذ رغبتك للصّلاة والقراءة. ويساعدك لتنسى تأثيراتها سراعاً. فانتبه كيف تسمع كلّام يسوع. لأنّ خلاصك يتوقّف على استماعك للإنجيل. هل تسمعه وتفهمه وتعمل به وتخبر الآخرين عنه؟