Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
13 - مثل الزارع والحقل بأنواعه الأربعة
(8: 4 - 15)
8:4فَلَمَّا اٰجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مِنَ اٰلَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ، قَالَ بِمَثَلٍ:5«خَرَجَ اٰلّزَارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ. وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى اٰلطَّرِيقِ، فَاٰنْدَاسَ وَأَكلّتْهُ طُيُورُ اٰلسَّمَاءِ.6وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى اٰلصَّخْرِ، فَلَمَّا نَبَتَ جَفَّ لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ.7وَسَقَطَ آخَرُ فِي وَسَطِ اٰلشَّوْكِ، فَنَبَتَ مَعَهُ اٰلشَّوْكُ وَخَنَقَهُ.8وَسَقَطَ آخَرُ فِي اٰلأَرْضِ اٰلصَّالِحَةِ، فَلَمَّا نَبَتَ صَنَعَ ثَمَراً مِئَةَ ضِعْفٍ». قَالَ هٰذَا وَنَادَى: «مَنْ لَهُ أُذْنَان لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَع!ِ».هل تريد أنّ تسمع أكثر عن أنواع الأراضي في أمثلة المسيح أو هل فهمت قوله تماماً؟ فإنّ تلاميذه لم يفهموا أقوال المسيح تماماً وبآخر عمق. فطلبوا مِن معلّمهم أنْ يشرح لهم أكثر. أمّا العوام فقد اكتفوا بالقصّة الجميلة، وتركوا يسوع الزارع، ولم يفهموا زرعه ولا قلبهم الخاص. فالإنسان السطحي يقسّي قلبه تلقائيّاً ولا يأتي بثمر.8:9فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا اٰلْمَثَلُ؟».10فَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ اٰللّٰهِ، وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَالٍ، حتّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ».فهذا يا أخي حال أولئك الجماهير. ولكنّك أنت، مشوّق للاستماع أكثر عن بشارة المسيح، وتطلب منه بتواضع وحكمة. فيفتح عينيك ويحرث قلبك لتستطيع قبول زرع كلمة الله. اسمع تفسير المسيح مصلّياً، فترى الخطر المشرف عليك والمواعيد الّتي قدّم لك ابن الله لنجاتك.8:11وَهٰذَا هُوَ اٰلْمَثَلُ: اٰلّزَرْعُ هُوَ كلاّمُ اٰللّٰهِ،12وَاٰلَّذِينَ عَلَى اٰلطَّرِيقِ هُمُ اٰلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ اٰلْكلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا.13وَاٰلَّذِينَ عَلَى اٰلصَّخْرِ هُمُ اٰلَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ اٰلْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ. وَهٰؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ، وَفِي وَقْتِ اٰلتَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ.14وَاٰلَّذِي سَقَطَ بَيْنَ اٰلشَّوْكِ هُمُ اٰلَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ اٰلْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا، وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَراً.15وَاٰلَّذِي فِي اٰلأَرْضِ اٰلْجَيِّدَةِ هُوَ اٰلَّذِينَ يَسْمَعُونَ اٰلْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ وَيُثْمِرُونَ بِاٰلصَّبْرِ.


هل أصبح قلبك قاسياً كالشارع مِن كثرة سماع الراديو أو الأفكار الخاصّة المشغولة؟ فلا يبقى مكان لكلمة الله في نفسك. هل تشبه حجراً وسط النهر، لا تدخل إليه الرطوبة؟ اطلب مِن ربّك انكسار قلبك القاسي، لكيلا تشبه طريق الاسمنت بل أرضاً خصبة جيّدة لزرع كلمة الله. وإن لم تتب يأتي الشيطان شخصيّاً، وينزع منك الزرع المقدّس. فالشرّير يريد منك قبل كلّ شيء أن تنسى كلمة الله القويّة فيشغلك بعد استماعك للعظات بأحاديث باطلة وضجيج مثير ولهو زائد وتخيّلات للسراب. فيكون سماعك الكلمة عبثاً. انتبه كيف تسمع! احفظ كلمة الربّ بعزم وثبات واحفظ آيات كثيرة غيباً. ولا تظننّ أنّك تعرف مشورة الربّ كافياً. إنّك مبتدئ بسيط.
وامتنع عن التحمّس في اتباع المسيح. فلست صالحاً وماهراً كافياً. ولا مستحقّاً لخدمته. إنّه يريد تغيير قلبك أولاً، وسحق ذهنك تماماً. لكي تتعمّق في كلاّمه، وتستخرج منه قوّة. فلا تكوننّ مِن السطحيين. بل افتح قلبك تماماً لنعمة الله. لأنّ قدرتها تستطيع حفظك في أيام الشدّة. فتصبر وتحبّ أعداءك. اطلب مِن ربّك انكسار سطحيتك وتخيّلاتك وظنّك الصلاح بنفسك. فتصبح صالحاً.
هل تحبّ المال والربّ معاً؟ هل تحاول كسب الشرف وإنكار النفس في الوقت نفسه؟ هل تتكل على ضابط الكلّ وتريد تدبير حياتك معاً؟ هل تكتفي بفرح المسيح أو تبحث أيضاً في وحل اللهو؟ فالمسيح يريدك كاملاً له، ولا يتوّج قلباً منشقّاً. وان لم تسلّم ذاتك للمسيح تماماً وإلى الأبد، يخنقك روح العالم. وتتراكم فوقك الهموم، ولا
تجدن قوّة في نفسك، لأنّ المسيح هو المنجّي والمخلّص الوحيد.
ليس إنسان ذا قلب صالح نقي «كالأرض الجيدة» ولكنّ كلمة المسيح تجعلنا نافعين وتعدنا للاستماع والإيمان والعمل الصالح. واعلم أن ثمار الرّوح القدس لا تنمو في يوم واحد في قلب امتلأ شرّاً مِن قبل. فتحتاج لتقوية إيمانك إلى صبر وطول اناة وثقة مستمرّة في رحمة الله. فهو الّذي يحملك. فاثبت فيه، وهو فيك، فتأتي بثمر كثير.

الصَّلَاة
يا ربّ أنت عالم بقلبي. افلحه عميقاً، كسّر اللامبالاة فيّ، وفجر السطحيّة. وانزع منّي الميل للمال واللهو. واغلب الهموم والشكوك، وازرع فيّ محبّتك، وعلّمني الصبر في النظر إليك.
السُّؤَال
ما هي الانواع الأربعة لقلوب النّاس الّتي وجدها يسوع عند المستمعين إليه. ولماذا يكون نوع واحد منها هو الّذي يأتي بالثمار الطيّبة؟