Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
9:46وَدَاخَلَهُمْ فِكْرٌ: مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ فِيهِمْ؟47فَعَلِمَ يَسُوعُ فِكْرَ قَلْبِهِمْ، وَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ عِنْدَهُ،48وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ قَبِلَ هٰذَا اٰلْوَلَدَ بِاٰسْمِي يَقْبَلُنِي، وَمَنْ قَبِلَنِي يَقْبَلُ اٰلَّذِي أَرْسَلَنِي، لأَنَّ اٰلأَصْغَرَ فِيكُمْ جَمِيعاً هُوَ يَكُونُ عَظِيما».


فلم يكن التلاميذ فقراء المعرفة فقط، بل كانوا مستكبرين أيضاً. وظنّوا أنّهم شيء عظيم. فهذه هي الخطيئة المخرّبة ضمن الكنائس، أنّ بعض الإخوة يظنّون أنّهم أذكى وأكثر موهبة وأهمّ مِن الآخرين. ولكنّ المسيح يبغض هذا الرّوح الشرّير الأصلي. وقد أوقف ولداً بين هؤلاء الرجال، مفسّراً لهم أنّ الصبي، رغم صغر سنّه، أعظم منهم جميعاً. ومِن المعلوم قطعاً، أنّ الصبي لم يكن نافعاً في ذاته، لأنّه كان خاطئاً مثل غيره. وإنّما لمحبّة المسيح هذا الولد وتجاوبه معه، أصبح لحياته قيمة ومعنى. فليست الأهمية لما تكونه وتمتلكه، بل المهمّ هو هذا الأمر بالذات، أنّ الله يحبّك وأنّ المسيح قد مات لأجلك، وروحه يدفعك للصلاح. فقيمتك ليست فيك بل مِن خارجك، إذ هي في نعمة الله.
وإقامة الولد وسط الرجال، دلّت على احتياجه إلى مَن يقوم بتربيته. وربّما كان يتيماً. فيرينا المسيح بمثل هذا المثل، أنّنا بحاجة ماسة إلى أبينا السماوي. ولا نقدر أنّ نعيش بدون الله. فاتكال الولد على أبيه الدنيوي يمثّل تواضع الإيمان في المؤمن المتّكل على أبيه السماوي.
والمسيح في محبّته اعتنى بهذا المتروك، ودبّر له ملجأ ومبيتاً. وكلمة المسيح هذه، أوجدت لألوف مِن المتروكين مآوي، لأنّ كثيرين مِن المؤمنين الفقراء ضحّوا بحياتهم، ليقبلوا مشرّدين. فلا يربحون بهذا العمل مكافأة ما، بل انّ المسيح وأباه في الوحدة المقدّسة يحلّ فيهم، حيث أنّ الله يحبّ الصغار، وكلّ الّذين يعتبرون أنفسهم صغاراً ومحتاجين. فويل للمتكبّرين! إنّهم لفي الجحيم مع الشياطين. فما هو هدف حياتك؟ أخادم بسيط في اجتماعاتكم، أو متكّبر منفوخ؟ إنّ الخادم الأمين أفضل من الكبار المغرورين بأنفسهم.