Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
شفاء أذن المهاجم على يسوع
(26: 51-56)
26:51وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ. (52) فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! (53) أَتَظُنُّ أَنِّي لا أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ الْمَلائِكَةِ؟ (54) فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟ (تك9:6، متى4:11)


أراد بطرس حسب وعده الدفاع عن الملكوت السماوي بالسيف والشراسة، وظن أن بركة العلي ستحلّ على سلاحه. لكن المسيح منعه من استعمال العنف، لأن ملكوته يأتي بواسطة اللطف والتأني والمحبة فقط.يؤكد المسيح بهذا العمل رفضه للحروب الصليبية التي تناقض قصده وأوامره الإلهية الدّاعية للمحبة والإحترام. لم يستخدم الرب الاثني عشر جيشاً من الملائكة الذين تحت تصرفه، ولم يجرّب الروح القدس الذي أنبأ بضرورة موته وقيامته لخلاص العالم، بل تقدّم نحو أعدائه وأحبهم، واعترف أمامهم أنه هو هو، أمس واليوم وإلى الأبد. فلا تجرّب تنفيذ أفكارك بالقوة ولا تحتدّ، بل اصبر وسلّم لربك أمرك، وأحبّ أعداءك إلى المنتهى.
إن أسلحة محاربتنا ليست جسدية بل روحية، ومع أن خدّام المسيح هم جنوده لكنهم لا يحاربون حسب الجسد (2كو10: 3و4). وليس هذا معناه أن شريعة المسيح يهدم قانون الطبيعة أو شرائع الشعوب طالما كانت هذه القوانين والشرائع تتطلب من رعاياها الوقوف للدفاع عت حقوقهم المدنية وحرياتهم وديانتهم. لكن شريعة المسيح تأمر بحفظ السلام العام والنظام إذ يأمر الأفراد بأن لا يقاوموا السلطات القائمة، بل لقد أعطانا المسيح وصيّة عامة هي أن لا نقاوم الشر (مت5: 39) كما أنه لا يتطلب من خدامه نشر ديانته بقوة السّلاح. يقول المثل اللاتيني "لا يمكن أن تفرض الديانة بالقوة لكنها تتطلب الدفاع عنها لا بالقتل بل بالموت". وكما حرّم المسيح على تلاميذه سيف العدل (مت20: 25و26) كذلك يحرم عليهم هنا سيف الحرب.
شفى المسيح أذن العبد الذي هاجمه بطرس ليستطيع أن يسمع كلمة الله مرة أخرى. تصوَّر تعجُّب العبد إذ رأى أذنه المقطوعة والمرمية على الأرض فأعادها «عدوه» ملحومة إلى موضعها ولم يقتله. فهذا الشفاء يؤكد لنا أنه بالنعمة يغفر لأعدائه، ويفتح لهم ملكوت الله مجاناً.