Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
منع الحلف يعني التكلّم بالصِّدْق
(5: 33- 37)
5:33أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ.(34) وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللّهِ، (35) وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. (36) وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. (37) بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ. (لا19:12، عدد30:3، مت23:16-22، يع5:12)


يفيض العالم بالكذب والخداع والمبالغة، وكل إنسان يداهن الآخر. الطلاب يغشون في امتحاناتهم. وتغلغلت جراثيم الخداع والغش في مجالات التجارة والسياسة، ومختلف نواحي الحياة الاجتماعية.
إن النجاسة الكبرى هي أن يحلف الناس بالله على أقوالهم الملتوية كاذبين، لشعورهم بضعف موقفهم. فالحلف في الحديث غالباً يدل على الكذب المبطن.
كثيراً ما يظن الناس أن الحق معهم، وأن أفكارهم عن الأشياء والناس صحيحة لا ريب فيها. لكن الله هو العليم بذات الصدور، العارف بنوايانا والأسباب الحقة التي وراء الأحداث. إن معرفتنا غير كاملة بل محدودة، وقراراتنا ليست سليمة بنسبة علو السماوات عن كرتنا الأرضية، وبنسبة عجزنا عن أن نخلق شعرة واحدة في رأسنا، أو أن نغيّر لونها!
لذلك يصعب على المرء أن يثبت بعض المرات موقفه وكلامه ولو أيَّد ادعاءاته بالقسم المبالغ. علينا الإعتراف أننا نجهل الحقيقة في بعض المرات، وبعدئذ نستمع لآراء الآخرين، ونستعد للتعلم من الأصدقاء حتى من البسطاء اختباراتهم النافعة عالمين أننا عبيد بطالون. أما المتعجرف والمتعصب فيحلف ظنا منه أنه واثق من نفسه. لكن المؤمن لا يعتبر التيقن في ذاته، بل يعتبر يقينه في الرب مخلصه.
يعلمنا الروح القدس أن ننطق بالصدق دائماً بتواضع وبدون مبالغة، ويرشدنا إلى تمجيد الله وإكرامه. هنا نجد الفرق المبدئي بيننا وبين الكاذبين. إنهم يستكبرون، مشتاقين للشهرة، كما استكبر أبوهم الشرير الشيطان أولاً، وخدع نفسه متخيلاً عظمته. لكننا نحن المؤمنين انكسرنا معترفين بضعفنا وذنوبنا، وتعلقنا بخلاص الله ونعمته، راجين إرشاده.
هكذا نتحرر من خدمة الوجوه ونخدم الجميع بالحق. فالمحبة بدون حق هي كذب، كما أن الحق بدون محبة شبيه بالقتل. فلنمرن أنفسنا على المحبة المبنية على الحق، ونقدم الحق بحكمة المحبة.
المسيح وحده قادر أن يخلّصنا من كل كذب ومبالغة. من يدخل مدرسة الحق الإلهي، يتعلم رفض الكذب، حتى الأبيض، ولا ينطق باسم الله باطلاً، بل يكرمه بشهاداته الحارة، فيصبح لساننا صادقاً، وضميرنا مقدساً، لأننا لسنا أولاد أبي الكذب، بل أولاد المسيح الحق.

الصَّلَاة
أيها الآب السماوي، ألسنتنا كاذبة. احرق منها كل المبالغة والالتواءات والأكاذيب. وعلّمنا التواضع لنصبح صادقين، بروحك القدوس. وأنرنا لنعرف الحق. وأرشدنا إلى كل الحق. واملأنا باسمك، لأنك أنت الحق الكامل، فنصبح صادقين في نوايانا وأفكارنا، ونسلك في الصدق والحق والعدالة.
السُّؤَال
كيف نصبح صادقين، قولاً وعملاً وسلوكاً؟