Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
6- جواهر إيماننا الغنيّة
(فِيْلِبِّي 3: 1-4: 9)

أ- وجودنا في المَسِيْح أبطل برّ الشَّريعَة
(فِيْلِبِّي 3: 1-11)
3:1أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي افْرَحُوا فِي الرَّبِّ. كِتَابَةُ هَذِهِ الأُمُورِ إِلَيْكُمْ لَيْسَتْ عَلَيَّ ثَقِيلَةً وَأَمَّا لَكُمْ فَهِيَ مُؤَمِّنَةٌ.


لخَّص بُولُس رسالته، مبرزاً شعارها مرَّةً أخرى، قائلاً: "افرحوا معاً في المَسِيْح." وهذا السرور يبثّه الإِنْجِيْل فينا دائماً. فلا يجوز للمؤمن أن يمشي كامداً حزيناً، بل مبتهجاً وفَرِحاً، لأنَّ اللّه صالحه وغفر ذنوبه القبيحة، فيفيض منه الشكر والغبطة. فمَن يقُل: اللّه لا يحب الفرحين يكذب، لأنّ العكس صحيح. المَسِيْح منحَنا فرحه هو، ويشاء أن يُكمل فرحَنا. كما أنّ إلهنا ليس حجراً صلباً بلا شعور وعواطف، بل هو نبع الفرح والمسرّة. فإيمانك بالمَسِيْح يحرّرك مِن كلّ عقدةٍ وحقدٍ، لأنَّ إلهنا محبَّة.
منذ قبولنا الغفران لا يفصلنا خطأٌ، ولا ذنبٌ، ولا غضبٌ، ولا دينونةٌ عن القُدُّوْس، لأنَّه أصبح أبانا بالرُّوح والحقّ. فحَقٌّ لِلمَسِيْحِيّ أن يفرح، حتّى في الضيق والموت، لأنَّ حياته مستترةٌ في المَسِيْح الحيّ. فاقبلوا وصيَّة الرَّسُول، وافرحوا في الرَّبّ، لأن المُؤْمِنِيْن متضامنون ومضمونون فيه.
وحتّى في أوقات الحروب الفتَّاكة والتشاؤم العام، ينبغي أن نفرح ونقول للبشر المساكين: ليتكم تعرفون دواء اللّه لأمراض مجتمعنا، إنّه الإِنْجِيْل الَّذي يقدر على شفاء كلّ علّة وخطيئة وهَمٍّ. ودم المَسِيْح يطهِّرنا مِن كلّ إثم، والرُّوْح القُدُس يمنحك الغلبة على خطاياك. فلست متروكاً بدون رجاء. وليس الشرّ في أخلاقك أقوى مِن ربّك. إنّه يجعلك مِن صانعي السَّلاَم وسط الجيل الملتوي الكاذب. آمِن أنَّ اللّه وحده يحرِّرك مِن قيود الظلمة وشهواتك القبيحة. آمِن ولا تيأس، فيجري الفرح مِن إيمانك في أحشاء قلبك.
إنَّ المَسِيْح هو المنتصر على الشَّر وعلى سُلْطَان جهنم المتصاعد في أيامنا. فاحفظ كلمة الرَّسُول: افرحوا "في الرَّبّ". لأنّ فيه تجد قوَّة عظيمة، وحماية مِن هجمات إبليس. امتحِن نفسك: هل تعيش "في المَسِيْح" ؟ هل دخلت رحابه وثبتّ فيه؟ هل هو مصدر انتصارك؟ هل ابتدأ فرحه فيك بنعمته المفرحة؟ عِِنْدَئِذٍ ترنّم وترتّل وتسبّح وتبتهل في فؤادك، متجنباً أغاني الحبّ الخداعة وأناشيد الحرب الصلبة، معترفاً بأنَّ المَسِيْح هو المخلِّص وينبوع أفراحنا. فمَن يؤمن به يعِش في غبطة، ومَن يتمسَّك به لن يموت.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْع المَسِيْح. أنت معلم فرحنا ومصدره وواهبه. وموتك على الصَّلِيْب فدانا مِن خطايانا القبيحة، ومِن الموت الخانق والشَّيْطَان الشرّير. فنحمدك ونسجد لأبينا السَّمَاوِِيّ، لأننا أصبحنا أولاداً أبديين لمحبّتك. ونسبِّحك مع جميع القِدِّيْسِيْن على كرتنا الأرضية، لأنَّ فرحك فينا يدوم. آمين.
السُّؤَال
كيف يستطيع الرَّسُول أن يأمرنا قائلاً: "افْرَحُوا فِي الرَّبِّ"؟