Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
3:2اُنْظُرُوا الْكِلاَبَ انْظُرُوا فَعَلَةَ الشَّرِّ انْظُرُوا الْقَطْعَ.3لأَِنَّنَا نَحْنُ الْخِتَانُ الَّذينَ نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِ.


ربَّما عَلِمَ الرَّسُول، أثناء إملائه هذه الرِّسَالَة، أنَّ بعض المَسِيْحِيِّيْنَ الَّذين مِن أصل يهودي قد اندسُّوا ككلابٍ برِّيةٍ في قطيع الغنم، مفترسين القطيع ومبلبلين الحظيرة، فأخذوا يؤذون المسرورين في المَسِيْح، ويزعجون الكَنَائِس كلّها. عِِنْدَئِذٍ انفجر رسول الأمم، وقطع رسالة الفرح، وهاجم مخرِّبي الكَنِيْسَة بأشدِّ الكلمات. وقد سمَّى المَسِيْح هؤلاء المرائين ذئاباً في لباس حملان، لأنّهم يؤذون المختارين أكثر مِن الأعداء المكشوفة عداوتهم، والهاجمين للقتل. فأعداء الكَنِيْسَة يوحِّدون الكَنِيْسَة ويقوُّونها ويرسِّخونها. أمَّا المراؤون مِن الداخل فيفسدون ويمزّقون الوحدة والمحبَّة.
فما هو العمل الشرّير والتعليم السَّام، في رسل جهنّم، الَّذين يُحوِّلون فرح المُؤْمِنِيْن إلى آلام مُرَّة؟ إنهم علَّموا أنَّ الطريق الوحيد إلى اللّه هو الختان وحفظ الشَّريعة والفرائض المتنوّعة، وليس الإيمان بالمَسِيْح المصلوب وحده. فرفعوا أعمال الإنسان فوق النِّعْمَة، وخلطوا الخلاص في المَسِيْح بِالبِرِّ الذَّاتي.
أما بُولُس فما اعترف بفداء آخر غير الفداء المبني على الصَّلِيْب والرُّوْح القُدُس. لأنَّ الغفران والولادة الثَّانية أوجَدا فينا أفقاً إلهياً جديداً. لقد اختبرنا حقيقة نعمة اللّه، وفاز المَسِيْح في أنفسنا. فعرف بُولُس أنَّ لا صلاة ولا صوم ولا زكاة ولا حجّ ولا تقوى مبنيّة على الفرائض الكنسية تخلِّص الإنسان البتّة، أو تصلحه، أو تملأه محبّة. فقد تكون المحبَّةُ وقتيَّةً تتبع أهواءه وأحاسيسه. لذلك نجد أنَّ جميع الأديان والكَنَائِس الَّتي تقوم على الشَّرَائِع والتَّعَالِيْم الإِنْسَانِيّة، ولا تتَّخذ الكِتَاب المُقَدَّس أساساً لها هي بعيدةٌ كلَّ البُعد عن روح الصَّلِيْب ومضادة له، لأنَّها معدَّة وفقاً لتعاليم البشر الَّتي يتدخَّل فيها الشَّيْطَان كي تكون ملبِّيةً لحاجاتهم الدُّنيوية، والَّتي تجعل الأفراد متَّكلين على ذواتهم.
المَسِيْح وحده مخلِّصنا الَّذي منحنا برَّ اللّه وقوَّته مجَّاناً. فكلُّ عمل بشري وإرادة دنيويّة هو باطلٌ أمام هذا الخلاص. واللّه لا يُخلِّصك لأنّك بارٌّ أو مُضحٍّ أو مُصَلٍّ أو متديِّنٌ محترمٌ، بل لأنّه يحبّك أنت الخاطئ. وقد اختارك بملء مسرَّته، وضحَّى بابنه لأجلك، وليس مكافأةً على إنسانيَّتنا الموهوبة مِن اللّه، لأنّه يبرّرنا لأجل الإيمان وليس لأجل الأعمال. ويلٌ للذي يبني رجاءه على اجتهاداته وتقشُّفه وحسَناته، وينسى الإيمان، فيسقط معها إلى جهنّم. أمَّا نحن فنصلِّي قائلين:

دمُ المَسِـيْحِ زِينَتــي وبِــرُّهُ قَداـَتي
ولستُ أدخل السَّـما إنْ كنـتُ لـم أنهَلـها
أيضاً عزائي في الحـياة كـذاك مِن بَعدِ المَمـات
فَلْيَكُن الدَّمُ الثَّميــن رَجَـايَ في الرَّبِّ الأمِين

السُّؤَال
لِماذا سَمَّى بُولُسُ مُعلِّمي الختان كلاباً؟