Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
3:4مَعَ أَنَّ لِي أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ أَيْضًا. إِنْ ظَنَّ وَاحِدٌ آخَرُ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ فَأَنَا بِالأَوْلَى.5مِنْ جِهَةِ الْخِتَانِ مَخْتُونٌ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ. مِنْ جِهَةِ النَّاموس (شريعة موسى) فَرِّيسِيٌّ.6مِنْ جِهَةِ الْغَيْرَةِ مُضْطَهِدُ الْكَنِيسَةِ. مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذي فِي النَّاموس (شريعة موسى) بِلاَ لَوْمٍ.7لَكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا فَهَذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً.


كان بُولُس يهودياً أصيلاً. فلم يكُن والداه دخيلَين على دِين العَهْد القَدِيْم، بل عبرانيَّين هاجرا مِن فلسطين إلى طَرْسُوسَ، وحفظا الشَّريعة والأحكام والتقاليد بالتَّدقيق. فسمَّيا ابنهما باسم الملك الباهر الَّذي مِن سبطهم بنيامين "شاول" الَّذي رفع معنويات الأسباط الاثني عشر بالسيف والعنف. وقصدا بتلك التسمية أن يعطيا ابنهما شعار الزعامة لحياته. وختناه في اليوم الثَّامن، ليبني بِرّه مِن البداية على أساس الجسد والشَّريعة. فكان بُولُس يهوديّاً أصيلاً شرعاً ودماً.
وكان مِن جهة موقفه الخاص مثالياً؛ لأنّه لم يختر كفارة الذبائح ولا الحرية المحدثة كطريق هيّن لإراحة الضَّمِيْر، بل درس الشَّرِيْعَة وحفظ أحكامها بالتَّدقيق، وقصد بغيرته وضبطه لجسده إنشاء بِرّ كامل في ذاته وفي مجتمعه.
ولذلك جُنَّ هذا الشاب المتعصب حين سمع أنَّ بعض المَسِيْحِيِّيْنَ الَّذين مِن أصلٍ يهودي آمنوا بالإنسان يَسُوع، واعتبروه المَسِيْح المنتظَر، بينما اعتبره المجلس اليهودي مُضِلاً ومحكوماً عليه بالإعدام. فهاجم المَسِيْحِيِّيْنَ بعنف وشدّة، وقاومهم بلا شفقة ليُعيد شرف أمَّته ويحفظها مِن العار. وهكذا لمع في البِرّ الذاتي أكثر مِن جميع الفقهاء الآخرين. ولكن عندما أراد دخول دمشق متكبّراً ومرتفعاً على فرس، أسقطه المَسِيْح مِن عُلَى فَخره، واخترق بِمجده البهيّ خداع ذاته، فأشرق شَخصُ المَسِيْح في ظلمة شاول الحاقد، وأظهر له أنَّ تقواه المتزمّتة هي وهمٌ وتجديفٌ واضطهادٌ وجريمةٌ. فكان خادمُ اللّه هو بالحقيقة عدوَّه.
فانقلبت أحشاء بولس، في صراعه مع الرُّوْح القُدُس. وأدرك هذا الأعمى المنكسر نعمةَ المَسِيْح المنعمة عليه، وفَهم أنَّ القُدُّوْس لا يرفضه ولا يبيده، بل قد أعلن له اسمه، وكلَّمه، وأرشده، ودعاه إلى الخدمة بسُلْطَان روحه. إنَّها لعجيبة كبرى أنَّ المَسِيْح اختار عدوَّه ومضطهِدَه لإنارة العالم. عِِنْدَئِذٍ ألقى بُولُس كلَّ شرفه وتقواه القديمة بعيداً عَن نفسه. وبنى حياته ومستقبله على المَسِيْح ونعمته فقط.
فما هو أساس حياتك: استقامتك وتقواك، أم دم المَسِيْح ونعمته العظيمة؟

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْع المَسِيْح، أنت حيٌّ ومجيدٌ. اغفر لنا إنْ خضعنا للفساد، أو لغيرة مضادَّة لروحك القُدُّوْس. أنت تحبنا، وتمنحنا برَّك، وتدعونا إلى عائلة أبيك، وقد خلَّصتنا. فأمِتْ كبرياءنا لنتعلّق بك وحدك، ونترك كلَّ اعتقاد خاطئ، ونسعى في خدمة الضّالين. آمين.
السُّؤَال
ماذا كان بُولُس قبل ظهور المَسِيْح له، وماذا أصبح بعد هذا الظُّهور؟