Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
3:8: بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي الَّذي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ9وَأُوجَدَ فِيهِ وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذي مِنَ النَّاموس (شريعة موسى) بَلِ الَّذي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ الْبِرُّ الَّذي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ.10لأَِعْرِفَهُ وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ وَشَرِكَةَ آلامِهِ مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ.11لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ.


عرف بُولُس كثيراً مِن الناس والفلسفات والأديان والدول والجيوش والملوك وأسرار الشَّرَائِع. وكان مفتخراً بمعلوماته. ولكنَّه عندما عرف المَسِيْح، ألقى بهذه المعارف كلِّها ورفضها، ليعيش في كلمة وحيدة: "يَسُوع المَسِيْح هو ربي". لأنَّ معرفته تفوق كلّ عقل وعلم. وقد أدرك الرَّسُول في المصلوب محبَّة اللّه المتجسّدة، وعرف أنَّ المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ هو المنتصر الحقيقي في عالمنا.
فكيف نتمسّك بعد بأشياء دنيوية، واللّه قد وهبنا في ابنه كلَّ شيء؟ ففي يَسُوع تكمن جميع كنوز الحكمة والمعرفة والبِرّ والقَدَاسَة والفداء والمحبَّة. وبدون المَسِيْح لا معنى لحياتك، لأنَّه هو وحده قيمتك.
إزاء عظَمة المَسِيْح يَظهر كلُّ مخلوق نفاية. فاترك كلَّ ما أحببته في دنياك لتربح المَسِيْح حقاً بإيمانك. استسلم له ليصبح هو ربّك ليس اسمياً فقط، بل عمليّاً أيضاً. إنك مدعو لتربح المَسِيْح اليوم.
وهو يرحمك ويغفر خطاياك إنْ وقفتَ أمامه منكسراً نادماً ، ويضمُّك إلى صدره، ويتَّحد بك في روحه، لتصبح عضواً في جسده "فتوجد فيه". ما أعظم هذه العبارة الَّتي تصف تماماً جوهر إيماننا!
عِِنْدَئِذٍ لا ترجو شيئاً مِن برِّك الذاتي، بل تضحك على ما كنت تحسبه في الماضي شرفاً وكرامةً، وترفض كلَّ أجرة ومكافأة متصوَّرة، وتدرك فسادك الشامل في ضوء بِرّ اللّه الَّذي وهبه لك يَسُوع بواسطة سفك دمه، لتتبرّر وتتقدس إلى الأبد. فالمؤمن بالمَسِيْح ينال جوهر بِرّ اللّه مجاناً بواسطة الإيمان. وهذا البِرّ الجديد يلاشي البِرّ النَّاموسي (شريعة موسى) القديم، ويُبطل تقوانا المنتفخة وإنسانيتنا المتكبّرة.
فكلُّ مَن تحرَّر مِن جودته الكاذبة يَعرف المَسِيْح ربَّه ومخلِّصه أكثر فأكثر، ويشترك في قوة قيامته؛ فتجري حياة اللّه فيه. عِِنْدَئِذٍ يموت الأنا القديم في المؤمن المسلم. وتبقى خطيئته مصلوبة في المصلوب. إنَّ كيان المَسِيْحِيّ، يعني كفاحاً عنيفاً ضدّ الخطيئة، وإماتتها يومياً، ليس بقوَّة الأدب أو الصوم، بل بالإيمان وبالشركة مع المَسِيْح الَّذي لا يحتمل أن يظل فيك نجاسة أو كذباً أو بغضة، بل يغلبك ويطهِّرك ويقوِّيك إلى الحَيَاة الأَبَدِيَّة.
والَّذي يعيش مع المَسِيْح، وفيه، يمتلىء مِن مقاصده، ويعمل معه لأجل فداء العالم، ويشهد لحقيقة الخلاص، حتّى تحت الضغط والاضطهاد والآلام. لأنَّ المَسِيْح نفسه اختبر الاحتقار والرَّفض والموت لأجل عمله الخلاصي. فمَن يتبعه يتبعه في الآلام أيضاً. لأن لا خلاص إلاّ بالصَّلِيْب، كما قال يَسُوع: "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي."
وفي هذا الكفاح ضدّ الخطيئة في أخلاقنا، والمصارعة مع الأرواح النجسة، والاضطهاد مِن قِبَل أعداء المَسِيْح، نشتاق إلى مجيء مخلّصنا الثَّاني، لتظهر شركتنا معه في المجد، فنبلغ القيامة إلى الحياة. مع العلم أن بُولُس لم يكن كسولاً بصدد خلاصه الشَّخصي، بل عاش حسب قوله "تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ."

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْع المَسِيْح. أنت مخلّصنا وربّنا وفادينا. نشكرك مِن صميم قلوبنا لأنّك وهبت لنا برَّ أبيك وجودته، وأحيَيتنا بروحك. ساعدنا أن نعتبر كنوز الدُّنيا كلَّها نفاية، فنربحك، ونختبر قوَّتك، ونعظِّم اسمك أمام الناس، ونؤمن بأنَّك ستَنْتَشِلنا، عند مجيئك، مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، مع جميع الأحياء في روحك. آمين.
السُّؤَال
ماذا يتضمن إيماننا بالمَسِيْح؟