Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
3- عدد ضدّ المسيح
(رؤيا 13: 18)
13:18هُنَا الْحِكْمَةُ. مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسِبْ عَدَدَ الْوَحْشِ فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ، سِتُّ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ.


عالج الكثير مِن علماء اللاهوت والمفكِّرين والطَّائفيّين هذه الآية. وكان الأسقف "إيرينايوس" في القرن الثَّاني قد كتب أنَّ المعرفة الدَّقيقة بمعنى العدد مفقودة. ومع ذلك عندما نرجع إلى الإشارات الكتابيَّة نأمل أن تُعيننا هذه على فهم عدد الوحش الطالع مِنَ البَحْرِ عندما يطلع.

نجد العدد 666 ثلاث مرَّاتٍ في الكِتَاب المُقَدَّس. كان الملك سليمان يستلم كلَّ عامٍ 666 طنّاً ذهَباً مِن الضَّرائب والتَّقدمات إلى جانب المدفوعات الخاصَّة (1 ملوك 10: 14). ويُشير هذا العدد، بالنِّسبة إلى زمن سليمان، إلى مستوىً عالٍ مِن المعيشة، ورخاءٍ اقتصاديٍّ، وبرنامج ثقافيّ متعدِّد الجوانب، وإقامة سلاح، ولكن أيضاً إلى فسادٍ خلقيٍّ مصحوبٍ بارتدادٍ عن الإله الحقيقيِّ ومزجٍ متزايدٍ للأديان.
كان عدد بني أَدُونِيقَامَ 666 رجلاً الذين قرَّروا في العودة الأولى مِن السَّبي البابلي الذَّهاب إلى اليهوديَّة، الوطن الأم المدمَّر (عزرا 2: 13). ومعنى اسم جدِّهم أَدُونِيقَامَ هو "ربِّي يقوم"، الرّبّ يقوم ليضع حدّاً لتشتُّت اليهود ويُعيدهم إلى وطنهم. فالعدد 666 إذاً يتَّصل بعودة اليهود إلى الأرض المقدَّسة.
الذِّكر الثَّالث لهذا العدد موجودٌ في سفر الرّؤيا 13: 18. ويُذكَر هنا أنَّ العدد 666 هو عدد الوحش الشَّيطاني وفي الوقت نفسه عدد كائنٍ بشريٍّ. لكلِّ حرفٍ في لغة اليهود قيمةٌ عدديَّةٌ، فيمكن فهم كلِّ كلمةٍ أيضاً كعددٍ والعكس بالعكس. وقد تكشَّف هذا عن معتقَدٍ تقليديٍّ سرِّيٍّ.

ثمَّة مبدأٌ مماثلٌ في اللُّغة اللاَّتينيَّة للمطابقة بين الحروف والأعداد:

ومِن هذه الأعداد التَّرتيبيَّة أُحدِث معظم الأعداد المألوفة التي استُخدمَت في الإِمْبرَاطُوْرِيَّة الرُّوْمَانِيَّة، أي في اقتصاديَّاتها وعلومها وجيوشها. وإضافة هذه الأعداد السِّتة تُنتِج العدد سِتَّ مِئَةٍ وَسِتَّةً وَسِتِّيْنَ.
إضافةً إلى هذا النِّظام العددي اللاتيني، كان العديد مِن الأسماء المستخدمة في زمن يوحنَّا، المكتوبة بالعبريَّة والمترجمة إلى أعدادٍ، يُنتِج العدد 666، وأوَّلها "نيرون"، القيصر الرُّوماني (54 م. – 68 م.) الذي أحرق روما، وأنحى باللائمة على المسيحيّين، محمِّلاً إيَّاهم مسؤوليَّة الحريق، وشنَّ عليهم حملة اضطهادٍ دمويَّة في عام 64 م.
وكذلك النَّص الوارد على عملةٍ رومانيَّة معروفة الذي يحمل الاسم واللقب المختصرين للقيصر دومتيان (81 م. - 96 م.) يُنتج العدد 666. وكان دومتيان قد سمَّى نفسه "ربّنا وإلهنا" وفرض عبادته على جميع المواطنين الرّومان الذين في أراضيه. وهو يبدو واحداً مِن النَّماذج الأصليَّة لفهم ضدّ المسيح في سفر رؤيا يوحنَّا. ويُعزى إلى دومتيان أيضاً اضطهادٌ كبيرٌ للمسيحيّين.
إلى جانب الأسماء يُنتج العديد مِن الكلمات في اللغة اليونانيّة أيضاً العدد
666. ومِن هذه الكلمات TITAN = الماموث وهو حيوانٌ منقرضٌ يشبه الفيل؛ LATEINOS = الروماني؛ EUANTHOS = الجميل؛ THERION = الوحش؛ SKOTOS = الظُّلمة؛ OIKOUMENA = العالميَّة، المسكونيَّة. وكانت هذه الكلمات جميعاً تُستخدم أحياناً لربطها ذهنيّاً في تفسير صفات الوحش الطالع مِنَ البَحْرِ المضادة للمسيحية.

وُجد فيما بعد أشخاصٌ طابقت أسماؤهم، على هذا النَّحو، العدد 666. ولعلَّ أهمَّ مثالٍ لهؤلاء هو لقب نابليون الفاتح التَّواق للقوّة والسُّلطان والمعروف باستراتيجيَّاته العسكريَّة "بونابرت".
ويظهر العدد 666 في عهودٍ أحدث في ترجمات الأسماء، ولكن في مجالات مختلفة كلياً للحياة. فبداية كل عنوان إنترنت عالمي، في الحروف العبريَّة مثلاً ("www" اختصار "world wide web") هو عدد ضدّ المسيح. وحتَّى الرَّئيس نيكسون، يُقال إنَّه اتَّصل هاتفيّاً بنيل أرمسترونغ، وهو على القمر بتاريخ 20 تموز 1969 على الرَّقم 666 6 666. وكانت سيَّارات بلديَّة أورشليم لمدَّةٍ طويلةٍ تحمل الرَّقم 666 666 ولكنَّها تغيَّرت فيما بعد.
قد تدفعنا هذه الأمثلة إلى التَّفكير فيها ولو أنَّها لا تقدِّم دليلاً على أنَّ القضيَّة متعلِّقة بالشَّر، ولكنَّها في معظمها إشاراتٌ. والمهم في هذا الصَّدد هو أنَّ العدد 666 هو "عَدَدُ إِنْسَانٍ" وليس عدد شيءٍ.

للعدد 6 المخارج 1 و2 و3 فقط. ويمكن استخراجه أيضاً كحاصل هذه المخارج كلها (6= 1 × 2 × 3)، أو كمجموعها (6= 1+2+3). ويُسمَّى هذا العدد عدداً تامّاً. وكثيراً ما يُعبِّر العدد 6 في الكِتَاب المُقَدَّس عن القلق والعناء والعمل. في ستَّة أيَّامٍ خلق الله السّماء والأرض وبعدها، وليس قبلها، استراح (تكوين 1: 24- 31). لكلِّ واحدٍ مِن السّرافيم الواقفين فوق عرش الله سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ وهم لا يتوقَّفون عن التَّرنيم: "قدّوس قدّوس قدّوس رَبُّ الْجُنُودِ" (إشعياء 6: 2؛ رؤيا 4: 8).
مربَّع العدد 6 هو 36، و666 هو حاصل الأعداد الستة والثلاثين الأولى مِن منظومتنا العددية (666= 1+2+...+36).
حتَّى مِن العدد 18 الذي يرى بعض الشَّارحين أنَّه عدد المراءاة (2 تيموثاوس 3: 1- 4) يمكن استخراج العدد 666= (18×18) + (18×18) + 18.
العدد 666 هو أيضاً حاصل الأعداد 6 و111 وكذلك الأعداد 18 و37 (666= 6×111 = 18×37). وتوحيد هذه القواسم مدعاةٌ للاهتمام أيضاً:

وقد قدَّم كلٌّ مِن هذه التَّراكيب العدديَّة سبباً لتحليلات وتفسيرات متقلِّبة. وفيها يكمن بعض الحكمة.
تفسيرٌ بسيطٌ للعدد 666 هو ما يلي: إن قلبتَ هذا العدد 666 فستحصل على
العدد 999 وهو 1000 ناقصاً 1. ويرى بعض الشَّارحين في هذا علامة الهجوم الأخير للعالم السُّفلي على الله ومُلكه الألفي.
إنَّنا نعترف بافتقارنا إلى الحكمة والفهم، ولا نعلم بالضَّبط، مثلنا مثل الأسقف إيرينايوس، ما هو معنى عدد الوحش الطالع مِنَ البَحْرِ. وفي علمنا نتَّكل كلِّياً على نعمة ربِّنا يسوع المسيح الآتي. فهو الذي سيفتح أعيُن كنيسته في الوقت المناسب لتمييز الوحش الصاعد مِنَ الهَاوِيَةِ والاشتياق إلى مجيء المخلِّص في أثناء الآلام والاضطهادات كلِّها. إنَّنا لا ننتظر ضدّ المسيح ونبيَّه الكذَّاب، بل حَمَل اللهِ، غالب الجلجثة.

السُّؤَال
ما هو معنى وتفسير العبارة: "www" ؟