Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
نداء ويل النّسر
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 13)
8:13ثُمَّ نَظَرْتُ وَسَمِعْتُ مَلاَكًا طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَيْلٌ وَيْلٌ وَيْلٌ لِلسَّاكِِنِينَ عَلَى الأَرْض مِنْ أَجْلِ بَقِيَّةِ أَصْوَاتِ أَبْوَاقِ الثَّلاَثَةِ الْمَلاَئِكَةِ الْمُزْمِعِينَ أَنْ يُبَوِّقُوا


مع يوحنا الناظر في بطمس الصوت العظيم، صوت النسر الذي طار عالياً في السماء هناك حيث تكون الشمس عند الظهر في أعلى مكانٍ فوق البحر المتوسط الأزرق.
نقرأ في رُؤْيَا يُوْحَنَّا ثلاث مرّات عن النسر (4: 7، 8: 13، 12: 14). سمّوه ملك الهواء لقوَّة طيرانه العجيبة. يقدر أن يعلو حتى يبدو لأنظارنا كنقطة صغيرة. يقدر أن يكشف الأَرْض كلها وأن ينقضّ على فريسته أسرع من سقوط الحجر ليمسك بها. كان صوت رسول الله الطائر عالياً وقوياً وواضحاً على الرَّغم من المسافة الكبيرة التي تفصله عن يوحنَّا، حتى إنَّ يوحنا استطاع أن يفهم بالضبط كلّ كلمة يقولها.

يترك الله المعارضين، الذين لا يريدون أن يقرأوا كلمته أو يسمعوا وصاياه ووعوده، ينادون بواسطة أصوات أخرى لكي يقدروا أن يدركوا أنَّ الله حيّ وأنَّه يحكم، وأن كل واحد مسؤول تجاهه.
لم يكن للنّسر في ارتفاعه الشاهق في البداية إنجيل معزّ ليعلنه. فأوصل ويل الله المثلث. والويل معناه الألم إن كان أحد لا يكفّ عن عمل الخطايا متعمداً. يدوي نداء الويل من السماء ثلاث مرات كعلامة أنَّ الآب والابن والرُّوْح القدُس يدعم القصاص المهدِّد كلياً. ونداء النسر موجَّهٌ إلى سكان أرضنا جميعاً، وليس فقط إلى اليهود والمَسِيْحِيّين والمسلمين. ينبغي للجميع أن يعودوا حالاً ونهائيّاً إلى خالقهم ومخلصهم ومعزيهم، وإلاَّ فإنَّ قوى الجحيم ستعذب الثائرين بحسب إعلان غضب الله.
ولكن الويل المثلث يحتوي أيضاً على إنجيل قويّ. فالربّ القدير والديّان لا يدع الثائرين يحكم عليهم حالاً كما كما يعتقد بعض الأديان أنَّ كلَّ معارضٍ لله ورسوله يهدَّد بالهلاك أو الصلب أو قطع الأيدي والأرجل. فهذه العقوبات لا يعرفها العَهْد الجَدِيْد، بل يكتفي الله بترك كلِّ مَن يتخلّى عنه للقوى الشريرة كي يختبر بنفسه أيّ قوى مخربة قد انفتح لها. إنَّ الإنْسَان يعاقب نفسه بنفسه عندما يتخلى عن مخلصه ويرتمي في أحضان أبي الكذب والقَتَّالِ لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ.
ابتداء من بوق الدَّيْنُوْنَة الخامس الذي يبوقه الملائكة لا يُصاب أولاً محيط الناس بدينونة الله بل الإنْسَان نفسه. ولكن الله الرحيم يحذر العصاة مرّة أخرى بنداء ويل مثلث على أمل أن يرجع البعض ويتوبوا توبة نصوحاً.

الصَّلَاة
أيُّها الآب الحنون، نشكرك لأنك لا تبيد الخطاة دفعة واحدة، بل تحذرهم تحذيراً شديداً. اغفر لنا ولأعضاء الأديان قلّة المحبّة وضعف الإيمان وانتفاخهم. وساعدنا لندلهم على صراط الخلاص، لينالوا قوَّة الرُّوح القدس، ليتقدّسوا في سلوكهم.
السُّؤَال
ما هي التعزية وسط الويلات المرعبة؟