Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
18- تَحِيَّاتٌ مِن شُرَكاء بُوْلُس في الخِدمة
(رُوْمِيَة 16: 21- 24)
16:21يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيْمُوْثَاوُس الْعَامِلُ مَعِي وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي.22أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَة أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِيْ الرَّبِّ.23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ.24نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيْح مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ


قلَّما نجد بُوْلُس وحده، فهو محاطٌ دائماً برفاق سفره وشركائه الخبراء في الخدمة، مثل برنابا وسيلا، لتكميله ونُصحه ومراقبته مِن قبل الرسل الآخَرِيْنَ، كما اشترك في بعض الأحيان مؤمنون آخرون مِن مدن مختلفة، في موكب انتصار المَسِيْح الَّذي اعتبر بُوْلُس نفسَه أسيراً له ومربوطاً بمركبة عظمته، وكأنَّ عليه أن يبخّر لعظمة المَسِيْح، فمَن يشمّ رائحة البخور تلك يخلص، ومَن يرفضها يهلك(كُوْرِنْثُوْس الثَّانِية 2: 14- 16).
كتب بُوْلُس رسالته إِلَى أَهْلِ رُوْمِيَة سنة 59 ب.م. حين كان ساكناً في منطقة كُوْرِنْثُوْس، حيث رافقه عددٌ مِن أتباع المَسِيْح الَّذين أضافوا تحيَّاتهم في ختام هذه الرِّسَالَة، وتعني هذا التَّحيات أنَّ بُوْلُس لم يكتب وحيداً كفيلسوف، بل كان معه فريقٌ يُطْلعه على أخبار المُؤْمِنِيْنَ في روما وأوضاعهم بالتَّفصيل، لذلك ظهرَت شركة القِدِّيْسِيْنَ في رسائله.
تربَّى تِيْمُوْثَاوُس على يدَي أمِّه اليهوديَّة الَّتي ارتبطت بالمَسِيْح وجدَّته التي اشتهرت بالإِيْمَان والتَّقوى، وكان أبوه يُوْنَانِيّاً غير معروف تفصيلاً. ورأى بُوْلُس في هذا الشَّاب المحبّ للمَسِيْح الشَّريك النَّافع للخدمة، لأنَّه حمل الإرث السامي واليُوْنَانِيّ في ذاته؛ إنَّما ختنه لأنَّ أمَّه يَهُوْدية، ليكون يَهُوْدياً شرعياً لليَهُوْد ويُوْنَانِيّاً شرعيّاً لليُوْنَانِيّين. وعمل الاثنان بانسجامٍ تامٍّ، وكان تِيْمُوْثَاوُس بمثابة الابن لبُوْلُس.
لم يطلب تِيْمُوْثَاوُس ما لنفسه، بل عاش لتمجيد الرَّبّ يَسُوْع، وطلب أوَّلاً مَلَكُوْت الله وبرَّه. وأرسله بُوْلُس مراراً، أثناء سفراته إلى المدن، ليُعدَّ الأمور لسكن بُوْلُس ورفاقه وخدمتهم. وكان بُوْلُس يُضطَرُّ أحياناً لتركه وحيداً، بسبب طرده مِن المدينة نتيجة الاضْطِهَاد. فكان تِيْمُوْثَاوُس مَسْؤُوْلاً عن بنيان النُّفوس في المبتدئين في الإِيْمَان (أَعْمَال الرُّسُل 16: 1- 3؛ 19: 22؛ فيليبي 2: 19- 22).
وبعد سلام تِيْمُوْثَاوُس، ذُكر ثلاثة مِن سبط بُوْلُس وهم أنسباؤه لُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ. وكان يَاسُونُ هو الرَّجل الَّذي أضاف بُوْلُس في تَسَالُوْنِيْكِي حين امتعض اليهود مِن الرَّسُوْل بعد مجادلته إيَّاهم ثلاثة سبوت في مجمعهم، واقتناع بعضهم وانضمامهم إلى بولس وسيلا اللَّذَين أخذا المُؤْمِنِيْنَ الجدد مِن بينهم وأسّسا معهم كَنِيْسَة جديدة للمَسِيْح، مِمَّا أثار اليَهُوْد الباقين، فأحدثوا شغباً في المدينة، وهرعوا إلى بيت يَاسُون، وفتّشوا عن بُوْلُس وسيلا، فم يجدوهما، فجرُّوا يَاسُونَ إلى القاضي واتَّهموه بأنّه يتبع ديناً جديداً، يَعتبر يَسُوْعَ مَلِكَ المُلُوْك، أي إنَّه يمنع النَّاس مِن تقديم الولاء المُطلَق لقيصر. ولكنَّ القاضي صرف اليهود الغاضبين، وأطلق يَاسُونَ بعد أن أخذ منه كفالةً عن بُوْلُس وسيلا (أَعْمَال الرُّسُل 17: 6).
وكان سُوسِيبَاتْرُسُ مؤمناً مِن بِيرِيَّةَ، حيث َقبِلَ اليَهُوْدُ كلمة بُوْلُس بلطف، وفتَّشوا أسفار العَهْد القَدِيْم يوميّاً لمعرفة هل المَصْلُوْب المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات هو بالحَقِيْقَة "المسيَّا". لقد أحدث اليَهُوْد في تَسَالُوْنِيْكِي ثورةً بعدما سمعوا تبشير بُوْلُس في بِيرِيَّةَ، بينما رافق أهل بِيرِيَّةَ بُوْلُس بكلّ احترام إلى أثينا، وبقي سيلا وتِيْمُوْثَاوُس في بِيرِيَّةَ ليؤسِّسا المبتدئين في الإِيْمَان بالحقّ الكامل. ونقرأ بعدئذٍ أنّ رجلاً اسمه سُوسِيبَاتْرُسُ رافق بُوْلُس إلى القدس، ليقدّم هناك التَّبَرُّعات السَّخيَّة للمحتاجين.
وربَّما كان نسيبُ بُوْلُسَ الثَّالِث هو لُوكِيُوسُ الْقَيْرَوَانِيُّ (أَعْمَال الرُّسُل 13: 1)، أحد الشيوخ في كَنِيْسَة أَنْطَاكِيَة الَّذي رافق بُوْلُس في صلواته.
وكان تَرْتِيُوسُ رجلاً رومانياً أجاد اللّغة اليُوْنَانِيّة، وذكر في نهاية هذه الرِّسَالَة أنَّه كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَة. فبُوْلُس أملى مضمونها عليه كلمةً كلمةً، ووجد وقتاً كافياً لإنجاز هذا العمل الكبير لأنَّ الكاتب كان يستخدم في هذا السَّبيل ريشته في الكتابة على ورق البردي. وقد تمَّت هذه الخدمة في بانسجامٍ متبادَل، فكان على تَرْتِيُوسَ أن يدرك المعنى مِن بُوْلُس ليكتبه بأمانةٍ إلى كَنِيْسَة رُوْمِيَة. واعتبره بُوْلُس أحدَ المُخْتَارين الثَّابتين فِيْ الرَّبِّ يَسُوْع الَّذي هيَّأ الكَنِيْسَة في روما الَّتي عرفته ووثقت به.
وكان غَايُسُ مؤمناً مِن تَسَالُوْنِيْكِي، أضاف بُوْلُسَ في داره الواسعة الَّتي كانت الكَنِيْسَة تجتمع فيها. والتجأ إليه بُوْلُسُ وقت الاضْطِهَاد. وكان يهتمُّ بالأفراد عندما يأتون إليه بمشاكلهم. كان غَايُسُ أحد القلائل الَّذين عمَّدهم بُوْلُسُ في كُوْرِنْثُوْس، بحسب قوله: "لأَِنَّ الْمَسِيْح لَمْ يُرْسِلْنِي لأُِعَمِّدَ بَلْ لأُِبَشِّرَ" (كُوْرِنْثُوْس الأولى 1: 14- 17).
وكان أَرَاسْتُسُ مَسْؤُوْلاً عن المؤونة في المدينة، وخدم وظيفته بأمانة اقتضت احترامه. فلم تكن كَنِيْسَةُ كُوْرِنْثُوْس تضمُّ الفقراء والمساكين فحسب، بل كان فيها وجوهٌ محترَمةٌ لها تأثيرٌ مباشر في أوضاع المدينة. أمَّا كَوَارْتُسُ فكان أحد الإخوة فِيْ المَسِيْحِ. لم يكُن يُوْنَانِيّاً، بل رومانياً معروفاً في الكَنِيْسَة هناك.

الصَّلَاة
نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْع، لأنَّ في كنيستك خُدَّاماً يخدمون مِن كلّ قلوبهم في مختلف المجالات الإدارية والرُّوْحيّة. فساعد الشيوخ في كنائسنا على أن يكونوا أمناء في كلّ ما يقومون به لتمجيد اسمك القُدُّوْس.
السُّؤَال
مَن هو الشَّخص الَّذي أملى بُوْلُسُ عليه الرِّسَالَةَ إِلَى أَهْلِ رُوْمِيَة؟