Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
3- التَّحرُّر مِن الشَّرِيْعَة يُحرِّرُنا لخدمة المَسِيْح
(رُوْمِيَة 7: 1- 6)
7::1أَمْ تَجْهَلُونَ أَيُّهَا الأَخُوَة، لأَِنِّي أُكَلِّمُ الْعَارِفِينَ بِالنَّاموس (شريعة موسى)، أَنَّ النَّاموس (شريعة موسى) يَسُودُ عَلَى الإِنْسَانِ مَا دَامَ حَيًّا.2فَإِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتي تَحْتَ رَجُلٍ هِيَ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّاموس (شريعة موسى) بِالرَّجُلِ الْحَيِّ. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَقَدْ تَحَرَّرَتْ مِنْ نَامُوسِ الرَّجُلِ.3فَإِذاً مَا دَامَ الرَّجُلُ حَيًّا تُدْعَى زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَهِيَ حُرَّةٌ مِنَ النَّاموس (شريعة موسى) حَتَّى إِنَّهَا لَيْسَتْ زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ.4إِذًا يَا إِخْوَتِي أَنْتُمْ أَيْضًا قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيْح لِكَيْ تَصِيرُوا لآخَرَ لِلَّذِي قَدْ أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لِنُثْمِرَ لِلَّهِ.5لأَِنَّهُ لَمَّا كُنَّا فِي الْجَسَدِ كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الَّتي بِالنَّاموس (شريعة موسى) تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ.6وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّاموس (شريعة موسى) إِذْ مَاتَ الَّذي كُنَّا مُمْسِكِينَ فِيهِ حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعُتْقِ الْحَرْفِ


تمنَّى الرَّسُوْل أن يَقبل إخوته المُؤْمِنُوْنَ مِنْ أَصْلٍ يَهُوْدِيٍّ تعليمه، بالنِّسبة إلى موتهم الرُّوْحِيّ وقيامتهم فِيْ المَسِيْحِ مؤمنين. لكنَّ بُوْلُس علم أيضاً أنَّ عليه أن يُحدِّد بوضوح موقفه تجاه الشَّرِيْعَة، لأنَّه كانوا يرون فيه وحي الله وقمَّة الإعلانات كلِّها، وملء الإرادة الإلهيَّة المُعطاة لموسى.
فقال لهم بُوْلُس إنَّكم أنتم الَّذين تُعلمِّون الشَّرِيْعَة وتُحبُّونها، مُرتبطون به ارتباط الزَّوجين بعهد الزَّواج. وكما يُصبح أحد الزَّوجين حُرّاً من عهد الزَّواج بموت قرينه، هكذا أصبحتم أنتم أحراراً مِن الشَّرِيْعَة بموتكم فِيْ المَسِيْحِ. فجسده المدفون صار جسدكم، وليس للشَّريعة بعد أيّ سلطان عليكم.
والمَسِيْح قد قام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، وأنتم الأحرار، قد اخترتم رئيس الحَيَاة، لتقطعوا عهداً جديداً مع ابن الله. فالعَهْد القَدِيْم كان ميثاقاً للموت لأجل الحكم المبرم مِن الشَّرِيْعَة. أمَّا الآن، فقد دخلتم إلى شركة رئيس الحَيَاة، فتظهر فيكم ثمار روحه، وهي: المحبَّة والفرح والسَّلام والصَّبر والصَّلاح والعفَّة والإِيْمَان والوداعة والتَّواضع، كما تظهر فيكم جميع صفات يسوع: الشُّكر والحقّ والطَّهارة والقناعة.
إنَّ الله ينتظر ثمار ابنه في حياتكم، لأنَّ المَسِيْح مات وقام وسكب روحه في البشر، لكي يأتي كثيرون بملء ثماره. ومثلما يَتعب الكرَّام منتظراً الثِّمار، هكذا لله حقٌّ فيكم.
كان الإنسان، قبل المَسِيْح، عبداً للشَّريعة، حتَّى أينعت في جسده جميع الشَّهوات، لأنَّ ممانعات الشَّرِيْعَة تُحرِّض الإنسان على فعل الشَّر. فقادتنا الشَّرِيْعَة إلى حمل المزيد مِن ثمار الموت، لأنَّ الشَّرِيْعَة لا تجرُّنا إلى التَّعدي فحسب، بل تَحكم علينا أيضاً بدون شفقة.
ولكننا فِيْ المَسِيْحِ متنا عن جميع مطالب الشَّرِيْعَة، لأنَّ المَسِيْح أكمل بموته الشَّرِيْعَة بكلّ مطالبها. وإذ متنا عن أنفسنا بإيماننا بالمصلوب، فقد صرنا أمواتاً، وغير مرتبطين بحرف الوحي الماضي.
وفِيْ الوَقْتِ نَفْسِهِ دعانا ابن الله إلى عهدٍ جديدٍ مبنيٍّ على وحيٍ أفضل، حتَّى لا نعثر بحرف الشَّرِيْعَة، بل نخدم الله في قوَّة روحه. فلم تعُد حياتنا محاطةً بممانعاتٍ تهدِّدنا، بل قد أنعشتنا دعوة المحبَّة إلى حياة الفرح في قوَّة السَّلام الإلهي. إنَّ روح العَهْد الجَدِيْد لا يعتق ولا يكلّ، لأنَّه الله نفسه الَّذي ليس لملئه نهاية، وليس لحكمته وجودته ولطفه ورجائه وقدرته حدود. فاستسلم كلياً لإرشاد روح الله في إِنْجِيْله، تكسب غنىً روحيّاً، وقوَّةً إلهيَّةً، وتنمو في تواضع المَسِيْح ووداعته، لأنَّك متَّ، وها هوذا حيٌّ فيك.

الصَّلَاة
أيُّها الإله القُدُّوْس، نَشْكُرُكَ لأنَّك دعوتَنا مِن عُبُوْدِيَّة الشَّرِيْعَة، بِوَاسِطَة موت المَسِيْح، الَّذي أكمل المحبَّة والحقَّ في حياته وصليبه. ونُعَظِّمُكَ لأَنَّكَ تجذبنا إلى العَهْد الجَدِيْد، وتحلُّ بروحك المُعزِّي في قلوبنا، لنأتي بثماره بقوَّة نعمتك.
السُّؤَال
لماذا تحرَّر جميع المُؤْمِنِيْنَ من مطالب العَهْد القَدِيْم؟