Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
7:9أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ بِدُونِ النَّاموس (شريعة موسى) عَائِشًا قَبْلاً. وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَتِ الْوَصِيَّةُ عَاشَتِ الخطيئة فَمُتُّ أَنَا،10فَوُجِدَتِ الْوَصِيَّةُ الَّتي لِلْحَيَاةِ هِيَ نَفْسُهَا لِي لِلْمَوْتِ.11لأَِنَّ الخطيئة وَهِيَ مُتَّخِذَةٌ فُرْصَةً بِالْوَصِيَّةِ خَدَعَتْنِي بِهَا وَقَتَلَتْنِي.


حيثما نرفع وصيَّةً، نُسبِّب عصياناً في قلب الإنسان. والرَّغبة في التَّعدي تتزايد على الدَّوام. لقد كتب بُوْلُس عباراته، بدءاً مِن الآية السابعة فصاعداً، بصيغة المتكلِّم المُفرَد، لأنَّه قد اختبر في ذاته أنَّ الإنسان، بدون معرفة الشَّرِيْعَة، يرى نفسه صالحاً، وكأن ليست ثمة خطيئة في نفسه، ظانّاً أنَّ الشَّر غير موجود في نفسه، وميتٌ في جسده. ولكن عندما دخلت وصيَّةُ الله حياتَه، وعى وعرف خطاياه، وسمع في ذهنه المطالبة بإنكار الشَّهوة وإماتتها، لأنَّ الشَّرِيْعَة تعني هجوم الله على الأنا الإنساني، حيث إنَّ نفسنا ليست إلاَّ اشتهاء وحب استطلاع. فكلّ التقاء بكلمة الله ووصيَّته يعني موتاً للذَّات.
وهكذا يوضح الرَّسُوْل لنا، مرَّةً أخرى، أنَّه لا يوجد حلٌّ آخَر لفسادنا غير إماتة الأنا كلِّياً. فبهذه الإماتة الرُّوْحِيّة تَظهر الحقيقة الغريبة، وهي أنَّ الشَّرِيْعَة تُرينا الطَّريق إلى الحَيَاة، ولكنَّه يقودنا إلى الموت، وبالحريِّ إلى إنكار النفس، وحكم الله علينا بالموت والهلاك.
يقول بُوْلُس إنَّ الخطيئة ظهرت لي في البداية جميلةً وجذَّّابةً. ولكنَّها قادتني إلى عصيان قَدَاسَة الله ونواميسه الطَّبِيْعِيّة، وبزينتها وبهرجتها أدخلتني جهنَّم. تلك هي كذبة الشَّيْطَان، ورياء القتَّال للنَّاس مِن البدء. فهو بكلام معسول وتسهيلات ماكرة يقودنا إلى الهلاك.